المقالات

رجال الدين قصة كفاحٍ وبناء../ رحمن الفياض

1841 06:36:34 2016-05-31

رحمن الفياض
المتتبع لمجرى التاريخ بتجرد, يجد أن هؤلاء الرجال, صنعوا مجداً لبلادهم, لا لإنفسهم, غيروا أحداثً بكلمات وفتاوىً أطلقوها, في وقتها نجحوا في قيادة المجتمع الى بر الإمان.
رجال الدين في النجف الأشرف, كانت لهم بصمات واضحة, في صناعة تاريخ العراق الحديث, فعلى مدى قرنين من الزمن, عصفت البلاد أحداث مهمة, كان المتصدي لأول لها هم رجال الدين.
في بدايات القرن الماضي, وبالتحديد في عام 1914,وبعد الغزو البريطاني للعراق, كانت النجف الشرف, عاصمة العراق الدينية والسياسية, في ظل غياب حكومة عراقية, والبلاد تنزف وتنزح مابين الأحتلال العثماتي والغزو البريطاني, تصدى علماء النجف الأشرف, للتدخل الإنكليزي, بطريقة المواجهة المباشرة, فكان المرجع اليزدي والقائد الحبوبي, هم قادة المواجهة والممانعة في ذلك الوقت.
مع تطور الحداث وثورة العشرين وماتبعها من أحداث, كانت رسالة المرجعية, هي توحيد الصف الوطني, من خلال رسائلها الى جميع العشائر العراقية, بضرورة التوحد والأنتفاضة في جميع أنحاء البلاد ضد الأستعمار,مع الدعم المادي والمعنوي لهم.
كثيرة هي الأحداث, التي نعجز عن ذكرها لدور رجال الدين والمرجعيات الدينية, في جر البلاد الى شاطئ الأمان, في فترة السبعينيات والثمانينيات, تعرضت الحوزة العلمية لهجوم عنيف, وحملة منظمة من قبل البعثيين, فقد أعدم الأف منهم وزج مثلهم في السجون, علماء كبار, أطفال صغار,شباب بعمر الورود, نساء لم يرى ظلهم, مابين سياط الجلاد وفكي كماشة قلع الأظافر وحبال المشانق.
محمد باقر الصدر, يوسف الحكيم, رمزا الحوزة العلمية, عشرات من عائلتيهما, عائلة المبرقع, مشايخ, البصرة, القوا في أحواض الحامض, شردوا في بقاع العالم المختلفة بين خائف ومترقب.
لكن لم يغفى لهم جفن, وأبناء بلدهم تحت رحمة سياط الجلاد, نظموا أمرهم, ولكن هذه المرة من باب المعارضة, زعزوا أركان الصداميين, وأقلقوا مضاجعهم, لا لإجل منصب يسعون اليه, سوى أحقاق الحق ورفع الظلم عن أبناء بلدهم وأقامة دولة العدل المنشودة.
بعد سقوط النظام البعثي, عادة تلك القامات الشامخة, الى أرض الوطن, لترتمي في أحاضان مرجعيتها وحبها الأزلي, تخطط تضع البرامج, للنهوض بالبلاد, من واقعه المرير الى مصافي الدول المتطورة, فكان شعارها نحن نقبل أيادي المراجع, والحر بفهم دلالات تلك الكلمات, المرجعية العليا المجاهدين وضعوا اللبنة الأولى للعراق الجديد, بدون أقصاء اوتهميش لمكونات الشعب العراقي, دستور, أنتخابات , مصطلحات لم يفقها العراقيين من قبل, صعق من صعق وبهت من كان يحلم بمخطط الأحتلال لأعتلاء منصة الحكم.
سياسين جدد معتقيين مخضرمين, لم يستوعبوا ماذا كانت ترمي اليه المرجعية العليا, تغابوا, تناسوا او فلنقل فتنوا بالمال والجاه, حتى غرقوا في ملذاتها, وضاعت البلاد في ظل غياب وتغيب ناطقها السياسي محمد باقر الحكيم, لتضيع البلاد من جديد في أتون الفتنة الطائفية, والفساد المالي والأداري, وتغيب الأصوات المنادية بالأصلاح.
تصدت المرجعية, مع المعدمين من أبناء الشعب العراقي, وبعض قادتها المقربين, من رجال دين, فلاحين كادحين, لمخطط كاد يودي بالبلاد, في أحضان الشياطيين, لولا كلمة هي قالتها من منبر الجمعة (يجب).
من جانب أخر, أعطت المرجعية الدينية, نماذج وقصص نجاح لرجال دين, تولى دفة القيادة الهيئات ومؤسسات دينية, وفي فترات قياسية, العتبات المقدسة أنوذجاً للنجاح, بفضل قيادة رجال الدين لها الحسينية, العباسية, العلوية,العسكرية, تحولت بفترات قياسية الى نموذج بقتدى به, قصة نجاح يجب أن تروى.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك