المقالات

من هنا مَرّ الفاتحون/ واثق الجابري

2093 05:34:51 2016-05-29

واثق الجابري
أنتظر العراقيون وعلى أحر من الجمر ساعات إنطلاق عمليات الفلوجة، وقد كان مخطط لدخولها قبل شهرين؛ لولا الإضطرابات السياسية حسب وصف رئيس الوزراء، وها هي تنظلق وغداً سينجلي غبارها ودخانها، وتبيض وجوه وتسود أخرى.
شاهدنا الدكتور العبادي يرتدي بدلة عسكرية لجهاز مكافحة الإرهاب، والمشهد أبكاني وأفرحني وذكرني ونساني.
السلام على المرجعية والأبطال، سلام على وطن المعجزات والآهات، سلام على الآباء والأمهات والشباب والزوجات، سلام على من عانق السماوات وأشعل نفسه شموعاً على طريق الإنسانية، وسيتوقف التاريخ بألف تحية وأحترام وتمزق كتب الخرافة والأساطير والحكايات، وسيقول من هنا مَرّ الفاتحون والمجددون والقامعون للإرهاب والوحشية والهمجية، نعم انها ارض الخير والحضارات ووطن سيتذكر كل من وقف معه ومن عاداه ومن دعم الإرهاب ومن ناصر السلام ولو بحرف.
هو النصر بعينة والإباء والشهامة والكرامة والعزة، هو شعب صانع الحياة والمجد والتاريخ والدروس؛ شعب تدرع بالوطن وتصدى للرصاص والمفخخات بصدور عارية؛ جردتها السياسات من كل شيء إلاّ حب الوطن المزروع بين الخفقات، شعب قبض على الجمر وتحدى الألم وأرغم أنوف المنحرفين على البكاء على عارهم وشنارهم، وصنع من المستحيل نصر مؤزر؛ بل لا مستحيل أمام شعب يحب السلام والحياة.
من حقنا أن نبكي ونفرح وننسى ونتذكر؛ نبكي على الدماء التي سالت بدون ذنب، وعلى لوعات الأمهات والزوجات والأطفال والآباء، نبكي على الأشلاء في الطرقات، وعلى أرواح الأبرياء التي إستباحها الطغاة والغزاة، ونفرح لأننا أنتصرنا ولم ننحرف، وإنطلقت عمليات تحرير الفلوجة ونهاية داعش، وننسى كل خلافاتنا وعيوب بعضنا وأعيننا موجه الى عدو يُريد سلب حياتنا وحريتنا وكرامتنا وشرفنا، وعلينا أن قف صفاً للمعركة بكل ما تستطيع إمكانياتنا، وتذكرنا الأصوات النشاز التي اعطت المبررات للإرهاب، أو من شاغلت الدولة عن القيام بمهماتها تجاه الإرهاب، وحاولت إضعاف معنويات رجال؛ لا يحملون في عيونهم سوى حب العراق وشعبه، ولا يهمهم المكتسبات.
إنها معركتنا ومن لا يقف معنا فهو ضدنا؛ نحن مع الحق وضدنا الإرهاب، نحن الوطن ومخالفنا يبحث عن مكاسب ومتاجرة بالتضحيات، وسيدفع من بالفلوجة ومن ساعد بأي وسيلة ثمن كبير من الدماء، وسنوات من جراح العراق النازفة، وسيضحي شباب بدمائهم ومستقبلهم من أجل مستقبلنا، وتصحيح أخطاء شراذم منحطين؛ إقترفوا الجرائم الوحشية بدم بارد وهمجية، وزايد معهم المزايدون وتراهن على دمائنا المتراهنون.
جيشنا وشرطتنا وحشدنا فخر لنا، وجهاز مكافحة الإرهاب وكل عراقي شريف مثلنا، ونصرنا بوحدتنا.
السلام على المرجعية الرشيدة، وحشدها الشعبي المقدس، السلام على الجيش والشرطة والعشائر وكل الثوار، وسلام على العراق بلاد الرافدين والأنبياء والأوصياء، أنها معركة الشرف بلا مزايدة، وصفحة مشرقة في تاريخ العراق، وسيكون نصرنا بالفلوجة طي لصفحات الظلام والإرهاب، وسينجلي الظلام، ويظهر المتصارعون على المكاسب ما هم إلا ثلة قليلة بائسة، وأكثر العراقيون محبون لوطنهم مدافعون عن شرف بلادهم، وسنقف صفين منهم من يكون معنا، وآخرون أعدائنا، وسنرفع الأيادي بالنصر، ونقول من هنا مرّ شبابنا الفاتحون.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك