المقالات

حسينية العاشور وجوامع الضرار في الفلوجة

2358 22:09:31 2016-05-28

الجوامع والحسنيات, هي مكان للعبادة, والتضرع والتنسك والخشوع الى المولى عز وجل, لطلب التوبة وقبول الأعمال, لكن تحولت في فترة ما الجوامع الى أوكار للجريمة والقتل والذبح والتقرب الى الباري بدماء الأبرياء.

تحولت مساجد الفلوجة الى فنادق خمسة نجوم لأيواء الأرهابين والمجرمين والقتلة, من كل أصقاع العالم.

لم نشاهد في تلك الجوامع تدرس الأخلاق, والفقه والمحبة والتأخي, والدعوة الى التعايش السلمي, بين مكونات البلد الواحد, لم نشاهد خطباء يعظون الناس بالحسنا, بل على العكس من ذلك كلة خرجت لنا تلك الجوامع أجيالاً من المجرمين والقتلة, المشبعين بالبغض والكراهية, لأبناء جلدتهم, وثقافة غريبة عن المجتمع العراقي المتسامح.

فعندما خرجت الفلوجة عن بيت الطاعة العراقي، وخلال كل الحملات العسكرية السابقة لترويضها، منذ سقوط هدامها حتى آخر المعارك، لم يحمل الجنود العراقيون أو الشرطة اوقوات الحشد الشعبي صور أهل البيت, اوخطباء المنبر الحسيني في شوارع الفلوجة، ولم يروجوا للمذهب الشيعي, كما صور ذلك الإرهابيون والمتطرفون والداعشيون ذلك، لقد أرادت الحكومات العراقية طرد الإرهابيين ممن اتخذوا من بيوت الله مساكن وبؤرا للأرهاب.
ومن الجانب الأخر نجد حسينات, أهل البيت تدعو للمحبة والتسامح والتراحم ولم الشمل, حسيية العاشور أنموذجا, طالما عرفت هذه الحسينية, بأقامة المحاضرات والمجالس, والتي يرتادها, أشهر الخطباء, والرواديد, لم تكن في يوم من الأيام, من دعاة الفرقة, والعنف والأرهاب, بل على العكس من ذلك تماماً, خرجت لنا,أنموذج يحتدى به, من الشباب الواعي والمثقف والمشبع بحب الوطن, وشهيد ال عاشورأنموذجاً.

شاب بعمر الورود تركت المال والجاه, والعز والعيش الرغيد, ليلتحق, بركب الملبين, لنداء نصرة العراق, والدفاع عنه,وليضرب لنا مثالاً بين مدرستين, مدرسة العنف ولا عنف,مدرسة حب العراق ومدرسة, بغض العراق, مدرسة العلم المحمدي, ومدرسة,الحقد الأموي.

قد يعاب على شهيد ال عاشور من أصحاب الدنيا وبهرجها, كيف لشاب بهذا العمر ترك ملذات الدنيا والتحق بركب الملبين ومن ثم التحق ليزف في قافلة الشهداء, الملتحقين ببارئهم العظيم, هذا لأنهم لا يعلمون مدلولات مدارس أهل البيت وحسينياتهم التي تغذي الحب المحمدي والعشق السرمدي للأرض, والوطن.

أنموذجان للجوامع والحسينات أحدهما تبني, وأخرى تهدم, أحدهما تصنع الحياة, وأخرى تعطل عجلة الحياة,أحدهما تقتل وتذبح وتسبي وتهتلك الأعراض, وأخرى تدافع وتصون, أحدهما تعطي دماً من أجل الوطن والأخر تذبح أبناء الوطن.

الفلوجة وجوامعها ,هي عاصمة قاطعي الرؤوس والمفخخات, كيف لا وقد اسماها الملعون هدام المدينة البيضاء وبنا بها القصور لضباط مخابراته وضيوفه من امراء القاعدةوالبعثيين ,وقتل أئمة مساجدها وعين ضباط مخابرته بدل عنهم, ان هذه المساجد تشبه مسجد ضرار الذي هدمه النبي صوات ربي عليه وسلم, والحليم تكفيه الأشارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك