المقالات

السلطة الرابعة شريكة بالفساد / اسعد كمال الشبلي

2110 08:45:17 2016-05-21

أسعد كمال الشبلي

من الطبيعي أن يكون الاعلام بوصفه (سلطة رابعة) كاشفا ومعريا لملفات الفساد التي تكتشف خيوطها لعرضها على الرأي العام بعدة طرائق وأساليب، ولكن حينما تطلق تسمية (السلطة الرابعة) على الاعلام لابد لهذه السلطة أن تلتزم بأخلاقيات ومبادئ اعلامية لكي تكون وظيفتها رسالية ومهنية ومحترمة.

إن طبيعة التقاطعات الحزبية والازمات السياسية قد ولدت سلوكيات اعلامية مؤدلجة وفق المصالح الفئوية الضيقة لهذا الحزب أو ذاك وأصبحت البرامج التلفزيونية المتشنجة مادة دسمة توفر عددا أكبر من المشاهدين.

مالاحظناه في السنوات الاخيرة بروز عدة سلوكيات اعلامية في طرح الملفات السياسية للنقاش وعرضها أمام الرأي العام ومن أبرز هذه السلوكيات هو ما أسميه ب (برامج المصارعة السياسية الحرة) ! فعندما  يبدأ المساء غالبا ماتجد هذه البرامج معروضة بكثرة في غالبية القنوات العراقية ممن تحرص على استضافة السياسيين والمحللين المتشددين في الطرح والمنغلقين في الحوار، ومن كتل متقاطعة في ملف أو أزمة ما، فتبدأ المنازلة وتعلو اﻷصوات وتتفاقم المزايدات فتجدهم بارعين في استهداف بعضهم البعض وعاجزين عن تقديم رؤية أو حل للمشكلة التي يزعم معد ومقدم البرنامج معالجتها!

وهناك سلوك آخر وخطير يبتعد كل البعد عن المهنية والموضوعية وهذا مانسميه ب (برامج الهرج والتشهير)، وهنا تركز القناة على اختيار مقدم للبرنامج يملك كاريزما جيدة وقدرة على التلاعب في الالفاظ لتسقيط جميع المتصدين السياسيين أو أن تكون نبال التشهير والتسقيط موجهة لسياسي معين أو جهة معينة لتصفية حسابات خاصة أوتنفيذ توجيهات أجندات خارجية توفر مخصصات مالية دسمة تغري فقير المبادئ وتفسده الضمير وتفقده البصيرة، وغالبا مايكون اعداد هذا النوع من البرامج مبنيا على أساليب الفبركة للفيديوهات والصور وتزوير الملفات وغيرها من الاساليب الفاسدة.

ان هذه البرامج لايمكن أن ندرجها ضمن البرامج التلفزيونية البناءة ولا يمكن لها من أن تعالج أي مشكلة بهذا الاسلوب بل أنها تزيد الطين بلة وتضاعف المشكلة وأحيانا تخلق مشاكل وأزمات أخرى والمتضرر الوحيد هو المشاهد البسيط المغلوب على أمره من الذين يظنون أن المواقف الحقيقية للمتصدين يظهرونها في تلك البرامج بينما هي تطرح خلف الابواب المغلقة وفي غرف تقاسم الكعكات، وأما مايطرحونه هنا فهدفه الاساس هو استمالة التأييد الجماهيري من قبل أبناء مكوناتهم وطوائفهم،ليوفر لهم ذلك أصواتا أكثر في الانتخابات ليستمروا في خديعة جماهيرهم مقابل المناصب والإمتيازات !

بعد كل هذا يمكننا أن نعد السلطة الرابعة في العراق بأنها سلطة أصيبت بالفساد أيضا فكيف ترشد السلطات اﻷخرى وتكشف فسادها ؟! وكيف لها أن توفر الحلول وهي من تختلق المشاكل ؟! ففاقد الشيء لايعطيه.

إعلامنا وإعلاميينا بحاجة ماسة الى مراجعة اﻷداء وتصحيح المسار.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك