المقالات

داعش: صورة طبق الأصل..! / قاسم العجرش

1918 11:56:15 2016-05-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

تستمد الأنظمة الحاكمة للدول القروأوسطية، كمملكة آل سعود، وقطر وباقي مشايخ الخليج، شرعيتها من فتاوي شيوخ الدين الوهابي، مستعيضة بذلك عن أي شكل من أشكال تمثيل المواطنين، لأنها تعتقد أنهم ليسوا كذلك، بل هم رعايا أو أتباع!

عزز هذا الأعتقاد الذي بات عقيدة راسخة، أن شعوب دولهم لم تذق قبل اليوم معنى الديمقراطية بمعناها العصري المتداول، كما أنها لم تجد تطبيقا ولو بالحد الأدنى،  لنظام الشورى وفقا للمفهوم الإسلامي الذي تدعي الإنتماء له، لذلك فإن لفتاوى شيوخ دين الوهابية، صفة التشريع الملزم.

لقد وفرت هذه الفتاوى منظومة تشريعية متكاملة، تستند اليها الأسر الحاكمة في الخليج والجزيرة العربية، ومنحتهم شرعية الحكم ، مع كل ألقاب التبجيل والتعظيم التي يقتضيها الحال.

لقد جعل شيوخ الفكر السلفي الذي تستند الواهبية إليه، الحاكم إماما للمسلمين، طاعته واجبة، والخارج عليه كافرا، ويستندون في ذلك الى "السلف الصالح"، التي تعد الآثار الفقهية التي خلفها واجبة الطاعة، ولها منزلة التشريع، بالقدر الذي عليه منزلة القرآن والسنة النبوية المشرفة !

من النصوص السلفية التي يستند إليها شيوخ الوهابية، في شرعنة أنظمة المشايخ والممالك القروأوسطية، نص لأحمد بن حنبل (ت: 241هـ) في رسالته "أصول السنة": ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين، وقد كان الناس اجتمعوا عليه، وأقروا له بالخلافة بأيِّ وجه كان بالرضا أو بالغلبة؛ فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين، وخالف الآثار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية!

ونص لابن أبي زيد القيرواني المالكي (ت386هـ) ويُلقب ب"مالك الصغير"قال في رسالته المعروفة "مقدمة ابن أبي زيد القيرواني":والسمع والطاعة لأئمة المسلمين، وكل من ولي من أمر المسلمين عن رضا أو عن غلبة، فاشتدت وطأته من بر أو فاجر، فلا يخرج عليه جار أم عدل، ثم قال -: وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث على ما بيناه، وكله قول الإمام مالك، فمنه منصوص من قوله ومن معلوم من مذهبه..

وغير هذه النصوص عشرات توجب طاعة الحاكم المتغلب بالسيف، حتى لو كان فاجرا!

كلام قبل السلام: داعش وأمثالها نتاج هذا التفكير!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك