المقالات

داعش تعيش بيننا/ واثق الجابري

2311 11:49:34 2016-05-20

واثق الجابري

أتفق تماماً مع الرأي القائل: أن داعش أمة وليس تنظيم؛ إذ لا تعتمد على سلسة مترابطة الحلقات في تحركاتها ومذهبها ودينها وحدود دولتها، لذا لا نستغرب ظهور حواضنها في أي زمان ومكان، وفي مجتمعات يُعتقد عدائيتها لأفكار داعش.
سلسلة تفجيرات العالم، ومدن العراق تحديداً، تدعو للتساؤل: هل أن داعش بيننا؟!
نشأت الأمة الداعشية من تراكم أفكار التكفير والتذرع بإنشاء حركات إسلامية مناهضة للإحتلالات، وثم محاربة الحكومات الدكتاتورية ذات التبعية الإستعمارية، والشعار للحفاظ على الشباب المسلم من الإنخراط بالأفكار الغربية الغريبة.
مرّ الفكر الإرهابي؛ بسلسة من التطور نحو التطرف والإنحطاط والتفنن بالقتل، وما سميت الحركات الجهادية؛ أوجدت لنفسها دعاة ومشرعين وفتاوى ضالة؛ من الوهابية الى القاعدة الى داعش وتفرعاتها، وحركات دعمها الإرهاب؛ بغض النظر عن الإنتماء الديني والأخلاقي، وأثبتت التحقيقات أن معظم الدواعش؛ أما مغرر بهم، أو دخلوا بالقوة، ومنهم جاء من الدول الأكثر حرية، ولم ترق لهؤلاء حدود حرياتها التي تتوقف بإحترام حقوق الآخر.
منحت داعش لأفرادها حرية التشريع والتزويج وتجاوز الشرائع والمعتقدات والأعراف؛ معتمدةً على قوة فرض سطوتها، وأن كان بقتل مئات آلاف البشر في مختلف دول المعمورة، والتركيز على زراعتها في المنطقة الأقليمية والعراق؛ لإستغلال التماس الطائفي، وتبويب المعتقدات المنحرفة التكفيرية.
السؤال يبدو غريباً: لماذا يفجر داعش كل منطقة يدخلها، وأن كانت مراكزه الفكرية والداعمة، وكيف إستطاع النفوذ في المناطق الشيعية العراقية، التي لا تؤمن بالتكفير وتسمح بحرية التعبير والمعتقد، ومثلما تعملها في الدول التي تسمح بممارسة العبادات والمعتقدات؟!
إن الفكر الداعشي لا يدل على أنه تنظيم لبناء دولة؛ من خلال أفعاله الوحشية التي لا يسلم منها حتى مقربيه، والهدف الواضح إثارة الفوضى والتكفير ونفي الفكر الآخر، وكل مخالفة للدولة والنظام؛ هو إنتماء ضمني للأمة الداعشية، التي تمنع لغة الحوار والتفاهمات على تحديد هوية الأوطان.
التفجيرات التي تحدث في العراق؛ ليس بالضرورة أن يكون فاعلها وهابي بدشداشة قصيرة، وإنما داعشي يعتقد أن الرأي يفرض بالقوة والتعبير بهذه الطريقة.
إن تسألني عن دهاليز مدينة الصدر ذات 6 ملايين مواطن؛ قد لا يمكنني إعطاء التفاصيل عن مراكز تجمعات المواطنين وخرائط دخولها وخروجها، فكيف لإماراتي إستطاع تفجير نفسه في " سوق عريبة"؛ أن لم يك معه من يعرف المدينة شبراً شبراً، وفي معتقده أن يخالفه الرأي فاسق وينطبق عليه كما الكافر في نظر داعش، ويحلل قتله وإستباحة دمه وماله وعرضه، إذن داعش ليس تنظيم يوعز بكل صغيرة وكبيره، ولكنه يتبنى كل ما يُطابق أفكاره من إبادة جماعية، وإعتراض على بطريقة همجية تبيح الدماء، وتعتبرها وسيلة لنيل أهدافها، فلا غرابة من وجود أحداث أفراد الأمة الداعشية في أيّ بقعة من العالم، ويستطيع بحركة واحدة قتل عشرات الأبرياء في مناطق ترفضه، وعلينا البحث جيداً؛ لأن داعش يعيش بيننا.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك