وليد كريم الناصري
تقاطع عقائدي، وإختلاف فكري، صبغة تخفي خلفها، فطرة برامج التواصل ألإجتماعي، لم تدع الانتماءات الفئوية والأحزاب المتهرئة، شيء إلا وأفسدته، حتى العلاقات الإجتماعية، يهددها طاعون التحزب، حيث يخفي معالم الألفة، والتواصل في المجتمع أولاً، ويزعزع الثقة بالعقيدة ثانياً، ويخلقفضاء ملؤه التشكيك حتى في مسلمات المذهب و الدين، ويتحول الشخص الى داء يفتك في نفسه والمجتمع، ويساق بيده نحو هاوية التخبط، والإذعان للبس لباس الباطل، تسوقه عواطفة المرجفة بذلك.
ألإرهاب على إمتداد مساحتة وتحركه، ورغبته بإراقة دماء الشعوب، سواء في (فرنسا ,أو بلجيكا ,أو أمريكا,والدول المجاورة) نزولاً إلى (سوريا, ولبنان, وفلسطين، وأفغانستان, ودول الخليج, وتركيا)، لم تكن حربه مفتقرة الى التخطيط، بل كسب الحرب مرتين، فتجده مرة يفجر سيارة أو حزام ناسف، وبنفس الوقت يحول الشعوب الى إنتحاريين بألسنتهم، ضد عقائدهم ومسميات مسلماتهم، ونجح الإرهاب في إكراه الإنسانيون بالإنسان، والإسلاميين بالإسلام، والمذهبيون بالمذاهب، والمرجعيون بالمراجع وهكذا.
تفجيرات سوق (عريبة والكاظمية) في بغداد، لم تكن مأساة وفاجعة بصورة محدودة، بل تعدت إلى كونها كارثة تهدد العالم بآسره، بها إعدمت الطفولة في الشوارع، والنساء تحت أنظار العالم، والرجال لا كرامة لإنسانيتهم، ولم يقتصر الإرهاب على هذا الانجاز الدموي، بل تعدى مشروعه الى ضرب أبناء البلد الواحد، بعضهم ببعض، وبعضهم بالمرجعية الكريمة، والقيادات الدينية والإجتماعية، وهذا ما يشاع جهراَ، في خلايا التواصل الاجتماعي أو ( التقاطع ألإجتماعي).
لم يقتصر السلاح على بنادق وأعتدة، هناك من سلاحه لسانه، أو سلاحه قلمه، ولم يقتصر الأجرام على قتل الناس وإراقة الدم، إكتفي بنزع الفكر، وحمل السلاح، ستتحول الى إنتحارياً، دون أن تعلم، ودون أن تعرف بنفسك مجرماً، كم إنتحاري اليوم؟ فتح بندقية لسانه على المرجعية! وصوب فوهة قلمه بوجه المرجع ووكلاءه! إرجع بنفسك قليلاً وتسأل مع نفسك، هل المرجع الأعلى راضٍ بإراقة الدماء؟ أليس تطاولك على المرجع مخطط، تخدم به داعش، بفقد الثقة بينك وبين المراجع؟.
سلسلة تفجيرات الأربعاء الدامي (السادس)، لم يسقط سهواً من مخططات الإرهاب ليفتك بالشيعة، وتطاول بعضهم على مراجعهم هو المخطط الأكبر، ولا يمكن توجيه الإتهام الى شخصية دون أخرى، عُباد الأحزاب يبعدون ممثليهم عن المسؤولية، ويلقون بلائمة الفاجعة للمراجع، أوليس قائد القوات المسلحة من حزب الدعوة؟ ووزير الدفاع من منظمة بدر؟ ورئيس هيئة الأمن والدفاع من التيار الصدري؟ سلموا مناصبكم للمرجعية، وحاسبوها إن عشتم أربعاء دامي، إكتفوا بتطبيق نصح المرجعية، لن تضطروا الى الإتهامات بينكم.
"توظيف الدماء لإراقة الدماء" عنوان وشعار، إنتهجه داعش ليس لحنكة سياسية، بل لسذاجة وجهالة شعبية عند بعضهم، فلا يقودنا الإرهاب، على الرغم من فقد أعزتنا، وأهلنا، وأطفالنا، الى القطيعة، وكره أنفسنا وإنكار ما نتفق عليه تحت مسميات الخطوط الحمراء، ولا تبعدنا عواطف التأثر، الى نسيان حواضن الإرهاب، وأهداف سياسته بالعراق عامة والشيعة خاصة، أي لا "نلعن داعش بلسان ونصافحها بكف"، عدونا واحد وشعبنا متفرق، متى ما توحد شعبنا؟ تفرق عدونا إلى الشتات.
وأخيراً؛ وعي الشعب فوق إتهامات الأحزاب والكتل، ويجب أن لا ينقاد الى تصريح، أو مؤتمر يفهم من خلاله حلحلة الأزمات، وبواطنه تبعث سموم المصلحة الشخصية، والإنقياد خلف تحالفات الدول المجاورة، مرجعية النجف صمام الامان، بها تحل الأزمات، وليس من تطاول او أذعن لتطاول حزبه أو كتلته أو عاطفته، أحرص من المرجعية على الشعب وأرواح الأبرياء.
https://telegram.me/buratha