المقالات

المشي على النار بأحذية مطاطية..! | قاسم العجرش

1824 07:13:26 2016-05-17

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

مشكلة كثير من الأحزاب والقوى السياسية العراقية، أنها تعاني من عدم قدرتها؛ على التعاطي مع الهزائم؛ والذي يفترض أن يبنى على قاعدة "هزيمة الهزيمة".

"هزيمة الهزيمة" عقدة كبرى في العمل السياسي؛ وهي عقدة أرجو من القاريء الحصيف؛ الالتفات إلى دقة هذا التعبير وحساسيته، هذه العقدة  تجعل المنخرطين بالشأن السياسي، لا سيما قادة الكتل والقوى السياسية، لا يحسنون قراءة الأحداث، أو النظر الى الوقائع ببصيرة نافذة، ما يجعلهم لا يجيدون أيضا التعاطي معها.

عدم إحسان التعاطي مع المشكلات، سببه أن تحليلات الساسة لها، أحادي الجانب، بعيد كل البعد عن الواقع الذي يحصل، والحدث الذي يحدث, وبالنتيجة يتصرفون بناءا على الوهم الذي وقعوا فيه.

في معظم الحالات؛ لا يعترفون بأنهم كانوا واهمون، أو أنهم قد وقعوا في الوهم، كما أنهم لا يقرون بان رأيهم كان خاطئاً، وبعيد جداعن الحقيقة، فيخسرون لذلك مرة ثانية وثالثة؛ ومرات لا تعد ولا تحصى, ويكونون بذلك فرائس سهلة لخسارة الخسارة!

 تكرار الهزائم؛ يكشف عن تخبط واضح؛ في إتخاذ القرار المناسب بالوقت المناسب، ويكشف أيضا؛ عن فردانية إتخاذ القرار السياسي داخل القوة السياسية، إذ غالبا ما يتخذه زعيم تلك القوة، فيما يكون دور الهيئة القيادية المفترضة لتلك القوة؛ الثناء والتطبيق ومن ثَمَ التصفيق.

تتجلى هزائم الساسة؛ في عدم قدرتهم على الإعتراف بتكرار الهزيمة، مع أنهم انهزموا مرة؛ حينما قالوا وتوقعوا وتنبأوا، ولم يحدث ما قالوه وتوقعوه وتنبأوا به, ومرة ثانية قد وقعوا تحت وطأة الخسارة أيضاً، حينما لم يعترفوا أمام أنفسهم على ألأقل، وأمام الآخرين كما هو منتظر، بأنهم كانوا على خطأ، وأنهم كانوا يغردون؛ خارج سرب الحقيقة التي أذهلتهم.

يحق لي هنا؛ إستعارة ما قاله المفكر اللبناني "علي حرب" في كتابه  (الممنوع والممتنع): (ليست الهزيمة أن يندحر جيش أو يسقط نظام، بل الهزيمة أن لا يصدق المرء، انه هُزم أو انه لا يدري كيف هُزم ولم هُزم... الهزيمة أن تتوالى على السياسي، النكبات والنكسات، ويبقى متمسكاً بموقفه، متشبثاً بقناعاته وشعاراته..الهزيمة أن يعود الواحد القهقرى، دون أن يدفعه ذلك، إلى مراجعة مسلماته، أو تغيير طريقة تفكيره، أو تبديل نهجه في التعاطي مع الذات، أو الغير..تلك هي هزيمة الهزيمة..)

كلام قبل السلام: الحقيقة أن كثير من الساسة العراقيين، ومصداق ما أقول هذه الأزمة الخطيرة التي نمر بها، قد هزموا هزيمة نكراء، وأضاعوا الدليل إلى الطريق، بل بدوا وكأنهم يمشون على النار بأحذية مطاطية..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك