لاوجود أثر ومسيرة للأنسان في الحياة بدون معلم يرشد ويوجه ويشد أزر المجتمع ويتجه به نحو الصواب والسبل الواضحه ,عرف المعلمُ بانه رسول الأنسانية ورفيق العلم يتدفق من على جوانبه سيل كبير ومؤثر من المعرفة لذا تجد ان الرسول الكريم صل الله عليه واله المعلم البارع الأول للبشرية الذي كلفه الله سبحانه وتعالى عبر كتاب ديني سماوي تشريعي لايرمى بالشكوك ووجد حلا لجميع المشاكل والمعوقات في المجتمع وتجانس مع فكر البشرية جنبا الى جنب ولم يتعثرويقف في زمن معين , لذا اهتم الرسول الكريم بالمعلم ومنح له مكانة كبيرة من حياته حتى قال (طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ) وضرب لنا مثلا لازلنا نستذكر في احاديثنا يوم بدر ,,
لا أعرفُ وجهَكَ يا رسولَ الله..لكنَّني رأيتُكَ و أنتَ تؤوي أسرى بدر، تمنحُهم لحظةَ الإنسانيَّةِ المفقودة؛ إذ يجلسون إلى أطفالِ المسلمين يعلم كلُّ أسيرٍ عشرَ أطفالٍ القراءةَ والكتابةَ ثم يتحرَّر ..كنتَ يومها تخلقُ وظيفَةً جديدةً للأسيرِ لا تعرفها البشرية، تعتقُ بها أبناءَنا من الجهلِ و تعتقُ أولئك الأسرى من وحشيَّةِ نفوسِهم ..كنتَ تتركُ المقاتلين مع الأطفالِ ليتعلَّموا فطرةَ الحياةِ و براءةَ المشهدِ الأصيل، و تصنعُ لهم مهمَّةً جميلةً بديلةً عن السَّيفِ والدَّم, اما اليوم فالمعلم ظًلمَ من قبل السلطات السابقة والحالية فلم يجد نصيرا له فالتجأ الى كثير من الامور التي اجبرته وابتعد عن فحوى تلك الرسالة الانسانية فاخذ يهرول حاملا حقيبته مطرقا الدور ليعلم ابناء المترفين مقابل مبالغ مالية وربما تخضع تلك العملية الى المساومة ويحصل الطالب على النجاح بطرق غير شرعية ضانا انه وصل الى السلم الاعلى كما يصله المتفوقون , ربما يعيش المعلم وسط اجواء تهدده بين فترة واخرى ان يرضخ الى قرارات جائرة وروتينية تصدر من مسؤولي وزارة التربية وهم ابعد الى الواقع التعليمي ولم يكونوا اختصاصيين واصحاب خبرة بهذا المجال ,
بعض المشرفين التربويين لم ياخذوا دورهم في بناء المؤسسة التعليمية من خلال زياراتهم الى المدارس بل العكس كان هدفهم الاول هو البحث عن التلكؤ في كل الامور ويتمنون ان يجدو شائبه صغيرة ليحولها الى ملف تحقيق وما عرف اليوم عن الاشراف التربوي او الاختصاصي هم محققون لقضايا الفساد وقضايا الشبهة ولم تكن لهم رؤية علمية ثاقبة في حلحلة الامور بشكل ودي وتوجيه ادارات المدارس على الطريق الصحيح والابتعاد عن ممارسة دور المحقق الشرطي الامني ,فحين يزور مشرف ادارة اي مدرسة يتصور اعضاء الهيئة التعليمية والتدريسية انه يحمل في طياته تحقيق عن اي موضوع وهنالك اسباب تافهة لاتستحق اخذ وقت وحجم لبعض القضايا , وحينما يغيب الوعي الثقافي والفكري لتلك المؤسسة يكثر التصدع وتبتعد عن روحها الانساني , ومن جانب اخر اذا كانت احدى المدارس أمتازت بسمعة طيبة وتحقق نتائج مرضية ويعود ذلك الى حزم وعلمية ادارة المدرسة بضبط الامور وبذلت جهود استثنائية كبيرة للحصول على تلك السمعة التي لم تأتي وصفا او مجامله, فيزداد الضغط عليها من قبل المسؤولين في الاحزاب بدون استثناء وهذا ماتعرضت له ثانوية فلسطين في تربية الرصافة الاولى المدرسة الاكثر سمعة في الوسط التعليمي من الالتزام وحسن المعاملة وتحقيق النتائج الجيدة ولايسعني ان لا أبخس جهود مديرها الاستاذ عبد الجليل صالح حافظ من جعل مدرسته نموذجا رائعا مثالا للنزاهة والامانة العلمية ولايختلف الامر عند كادرها التعليمي من المدرسين والمدرسات وهم يحملون الاخلاص صوب اعينهم ويجعلون هدفهم هو الارتقاء بعقول طلبتهم ولايستنظرون من احد ان يثنى عليهم , وقد ناشدني بعضا من مدرسيها ليكون الاعلام عونا لهم في ايصال صوتهم لتلك الوسائل التي تكون حلقة الوصل بين الصوت المغيب والجهة التنفيذية , ان هنالك فروقات صدرت الاوامر لهم كاستحقاق عن ترفيعهم منذ عام 2014 ولحد الان متوقفة ولم تصرف في الوقت الذي تم صرف تلك الفروقات في الوزارة والمديريات الاخرى , نضع ذلك امام السيد الوزير الرجل المهني النبيل الذي يتابع كل شاردة وواردة في مفاصل الوزارة من اجل احقاق الحق وتحقيق العدالة الاجتماعية لجميع المدرسين .
https://telegram.me/buratha