وفيق السامرائي
خبير ومحلل عسكري ستراتيجي عراقي مغتربتوعد الحاج ابو مهدي المهندس أن يكون الرد على تفجيرات بغداد قاسيا جدا، منوها إلى الأطراف التي ترسل الانتحاريين. وسبق ذلك إصدار الحاج هادي العامري أمرا بحركة ثمانية ألوية قتالية من قوات بدر إلى غربي بغداد، طبقا لما نشر النائب المقاتل قاسم الأعرجي.
خاصرة بغداد الغربية بين الگرمة والفلوجة بقيت مصدر قلق وتهديد، ومصدر دفع للانتحاريين، وقد نبه الشيخ قيس الخزعلي إلى خطورة المنطقة مرارا.
ضعف الدواعش ووصولهم إلى مرحلة ما من اليأس دفعنا إلى التوقع بمنشورنا يوم 24/4/2016 أن يزيدوا من هجماتهم الانتحارية على الأهداف المدنية في وسط وجنوب العراق.
الآن أصبح واضحا أن العمل على محور مخمور من قبل الجيش هذا ليس وقته في المرحلة الحالية قبل تأمين خاصرة بغداد، وإعادة ضبط الأمن في ديالى، ومنع أي إعادة تغلغل في الفرات الأوسط وجنوب محافظة صلاح الدين.
وينبغي إعطاء إهتمام استثنائي لتوفير المستلزمات التكنولوجية والمالية لأجهزة الاستخبارات، وفتح مراكز سرية وعلنية داخل المدن لمعايشة أحوال الناس وتتبع حركة المعلومات، ونؤكد مرة أخرى على فصل الاستخبارات العسكرية من وزارة الدفاع وربطها برئاسة الوزراء مباشرة، ويفترض الاستناد الى تجارب ارتباط هذا الجهاز الحساس السابقة.
تدمير داعش ميدانيا سيؤدي إلى تغيير استراتيجيتها الى التعاون مع ذيولها من السياسيين (وهم كثرٌ)، للاخلال بالأمن داخل المدن.
ولا بد من القول، إن خلافات السياسيين ليست هي السبب (الرئيسي) فيما يحدث، بل الفساد المالي والإداري.
العراق ليس في حاجة لبيانات استنكار السياسيين الفاشلين والمتسببين في بغداد، واقتلاع الارهاب لا يتم من قبل من مهدوا له باثارتهم الزوابع، وعرقلوا بناء الجيش، وقدموا التسهيلات لذيول الدواعش والصداميين. كما أن من غير المعقول أن تُقبٓلٓ مساعدات إغاثة من السعودية وقطر..، وأن يصادف وصول أول طائرة مع سيل دماء الشهداء والجرحى في مدن الصدر والكاظمية والعدل وبعقوبة..، فإذا شحت أموال العراق بسبب الحرامية فإن أرامل وأمهات الشهداء قادرات على دفع أضعاف مواد الاغاثة العربية، ولا تنسوا هيبة العراق وكرامته.
الحرب الدائرة يمكن أن يُكسب نصفها برجال الاستخبارات، والنصف الآخر بالمستلزمات المالية والقوى المسلحة والحرب النفسية.
https://telegram.me/buratha