المقالات

خلافات سياسية .. وشعب على قيد الموت؟!/ سيف أكثم المظفر

2782 22:16:38 2016-05-13

سيف أكثم المظفر
أشلاء ترقد فوق أسلاك الكهرباء، أطفال يستنشقون بارود الدم، مخلوط برائحة الموت، أمرأة تهرول نحوا النار، جسد تلون بلون الدم، بائع صغير للفرح؛ يشتري أنفجار كبير، بثمن روحه الطاهرة، ليغطي جراح الوطن، تكالبت عليه الذئاب، فساد وتجار أرواح ورقص على جراح، آه وألف آه، من ساكني الخضراء، صبات وجند وحرس، تحمي سيادتكم العفنة، والشعب ينصب خيمة حزن ويستقبل المعزين.
إعتدنا الموت، فأصبح سهل مستسهل، كلما تقاذفتم بقناني الماء، تتقاذف أشلاءنا إلى السماء، وما إن تعالت بينكم الأصوات، تنفجر آذاننا بدوي المفخخات، تختلفون على المناصب، نحن نتمزق بالشوارع، سياسينا ألسنتكم صواعق، تزرع الحقد بارود، في جوف الظلام، لينبت مفخخة جاهزة، لزيادة أرقام الأرامل والأيتام.
إنعدام التوافق بين السياسيين، سيزيد المشهد تعقيدا، وينذر بتدهور أمني وسياسي واقتصادي خطير جداً، يعطي جو مثالي للجماعات المسلحة الإرهابية والخلايا النائمة، من تنفيذ المزيد من الاختراقات، لضرب مناطق شعبية وغير محصنة، يذهب ضحيتها مئات الأرواح.
مازال الحوار هو الحل الأمثل، للخروج من الوضع السياسي المزري، وخلق جو سياسي توافقي، ينظم الأفكار وينسج الرؤى، لمشروع عراقي حقيقي، قابل للتطبيق، يضمن حقوق جميع المكونات، تحت خيمة العراق، تكون نواة حقيقية، لولادة حكومة وطنية، بعيدا عن المحاصصة الحزبية، تعطي رئيس الحكومة دور، في قيادة مجلس الوزراء، بفعالية واضحة تضمن تقديم الخدمات للمواطنين، وتحمل البلد إلى بر الأمان.. تبقى الطاولة المستديرة هي الحل الأمثل لكل المشاكل، مهما تفاقمت وتطورت، نناشدكم بما تبقى من ضميركم، أو ذرة شرف عندكم، أبتعدوا عن مصالحكم الشخصية، يا مصاصي دماء الشعب، ستنتفخ جثثكم عن قريب، وستتلاشى أسمائكم مع الريح.. أرجعوا إلى رشدكم، واركنوا إلى العقل والحوار، وأرسوا قواعد التفاهم والنقاش، لنجني أمن مدننا، ولنحيا  بعيدا عن الموت؛ القادم من أروقة خلافاتكم وتناحركم وتراشقكم، اليوم نحن على مفترق طرق خطير، أما مزيد من الدمار والخراب والقتل والدماء، أو توحيد الصفوف، وكشف الفاسدين وتشخيص المفسدين ومعاقبة المقصرين، وإرجاع الأموال المسلوبة والدولارات المنهوبة.
رسالة مع تساؤل: ثلاثة عشر سنة والأمن مفقود! وآلاف رجال ورتب من الداخلية والدفاع والاستخبارات والأمن الوطني، تقف عاجزة عن توفير أمن العاصمة ومناطقها؟! متى تعاقب القيادات الفاشلة؟ متى يستقيل قائد يؤنبه ضميره؟ متى يبكي رئيس الوزراء على أبناء شعبه وهو يراهم يمزقون؟ متى يقدم أعتذاره للشعب ويعترف بتقصيره وعدم قدرته على الاستمرار بالمنصب؟ أين ملاين الدولارات التي صرفت على الأجهزة الكاشفة المزيفة؟ أين المحاكم والقضاة التي تعاقب الفاسدين؟ أين دور القضاء في محاسبة أصحاب العقود الوهمية؟ أين رئيس لجنة الأمن والدفاع؟ أين قائد عمليات بغداد؟ متى يستشعر المواطن العراقي أنه على قيد الموت؟! وقد يأس الحياة في وطن سلبه الأعزة والأشقاء والأحباب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك