المقالات

نداء الضمير والمسؤولية

1738 18:19:26 2016-05-12

العمليات الارهابيةالاخيرة في مناطق مختلفة من بغداد اسبابها الخلافات التي عصفت في البلاد والوضع السياسي الذي يشوبه الغموض ولايعرف الى اين تتجه البوصلة .حلها يعتمد الخروج من الجمود والركود المصنع والعودة الى الروح الوطنية .

الصراعات اخذت بالتزايد حدة وعنفا بين أطراف العملية السياسية والقضايا الخلافية التي تحتدم بينهم من حين لآخر تعود الى تفاقم التوترات والتشنجات بين مكوناتها وسيادة أجواء الإرتياب والرؤية الضبابية وعجز الشراكة الوطنية عن الإرتقاء إلى مستوى إرساء أسس راسخة من التوافق والشراكة ووحدة الرؤى والموقف تجاه القضايا الأساسية التي هي بحاجة إلى معالجات جادة للإنتقال إلى خطوة متقدمة . 

العملية السياسية في العراق يجب ان تكون من اجل اعطاء الفرصة لنمو القوى الخيرة وتحقيق المفاهيم الانسانية لا من اجل الحصول على المكاسب والمناصب وتقسيم الثروات واعطاء الحق الكامل للفرد الكفوء في ان يكون مؤثراً لقرارات السلطة السياسية على اسس وقواعد تحترم وتصون حق الفرد او المجتمع مهما كان صغيراً او كبيراً في تنمية ثقافته وحضارته والماكنة الادارية للدولة.

الحركة الوطنية في مجتمعنا ممكن ان تكون اداة ايجاية وفعالة اذا اخذنا دروساً من الماضي ودروساً من التحالفات السليمة التي خدمة المواطنة .
في الحقيقة ان العراق يمرحالياً بمرحلة مفصلية، بلغت الأزمة السياسية فيه مرحلة الخطر الحقيقي، وإن لم تدرك القوى السياسية هذا الخطر المُحدق بها وبالعراق كدولة متماسكة، فإن الجميع ومعهم البلد كله يتجه نحو التشتت والفوضى والمستقبل المجهول، وهذا ليس في مصلحة أي من القوى السياسية الحالية ولا في مصلحة دول المنطقة أو المجتمع الدولي الذي سيضطر للتدخل مرة أخرى ويتحمل تكاليف مادية وبشرية جديدة .

هناك مخاطر جمة في مقدمتها الطائفية السياسية وإرهاب بشع يستغل المناخ السياسي السلبي ليوسع نشاطاته ضد شعبنا لضعف المؤسسات المهنية الكفء التي تبنى عليها الدولة القادرة والمتمكنة من تقديم الأمان والخدمات اللائقة، ومفرق للمجتمع بدلاً من بناء دولة مواطنة كاملة وحقيقية، 
من المهم غلق منافذ الترويج للاشاعات التسقيطية التي تمارس اليوم عن طريق وسائل الاعلام المختلفة يجب التنبه لها ودراستها دراسة واقعية معمقة ناضجة وكشف منابعها وتجفيف مواردها بشكل دقيق وبمعالجة حكيمة بأتخاذ التدابير الاستراتيجية التي تحفظ وحدة الشعب وتضع اسس قوية لمستقبل سليم معافى عرقياً ومدنياً حراً تحفظ فيه حب المواطنة وحقوق الانسان .

الإنجازات الأمنية تتطلب بذل جهود مضنية للحفاظ عليها من خلال العمل على توحيد الصفوف ومشاركة جميع فئات الشعب العراقي وكل من يعتقد أن خطر الإرهاب الذي يطال الدولة في هذه المرحلة سوف لا تطاله إنما هوفي وهم خاصةً أن هذه المجاميع المجرمة كشرت عن نواياها الخبيثة باتجاه إشعال الفتن الطائفية في العراق و المنطقة وبرغم مما تحدثه من خسائر في الأرواح يوميا إلا أنها باتت مدانة من عموم الشعب العراقي الذي بات موحدا ضدها. 

ثمة ملاحظة يجب ادراكها ان هناك علاقة جدلية بين الإرهاب المسكوت عنه إعلاميا و الإرهاب المضاد المحمول عليه بشدة من طرف و سائل الإعلام المعلومة الحال، مع العلم أن هذين النوعين من الإرهاب هما وجهان لعملة واحدة ويغذي كل منهما الآخر و يذكي ناره. 

على الدولة ان تكون لها هناك دورحقيقي على مستوى المعلومة والخطط الامنية واستخدام التقنية الحديثة ودعم افراد الجيش والشرطة الاتحادية ورجال الامن مادياً ومعنوياً وابعادهم عن الصراعات السياسية والعمل على اساس المواطنة كما عودونا والمحافظة على وحدة الامة وتماسك نسيجها الاجتماعي والاسري والارتقاء بكل عوامل العائلة نحو الافضل وتوفير مستقبل لحمايتهم . 

كما ان دماء الالاف من الشهداء الذين لا يمكن ان تضيع دون قطف ثمار تضحياتهم على خطوط المواجهة تدعوا لتحمل هذه الرسالة . الكتل السياسية الوطنية والمكونات المجتمعية في العراق اليوم مطلوب منها حماية هوية التعددية وتنوعه العرقي والديني والثقافي والذي يعتبر مصدر اثراء للاجيال القادمة ، ورعاية حقوق الانسان ، والعمل على ترسيخ هذه المبادئ ، والقبول بالآخر ، بل لتحقيق التعاون البناء على الخير والعدل ، والإحسان.علينا ان نكون متفائلين دائماً ، فالتفاؤل يزيد من الإيمان و بقدرات الإنسان ومقدرته على حل المشكلات بل وعمل المعجزات. و أنّ صوت العقل هو الذي يلهم إبداع الإنسان. هو الصوت الذي يعلوا ليحثنا دائماً للوصول إلى الأفضل 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك