المقالات

إصلاحٌ يحتاج لخارطة طريق ...

2140 15:45:08 2016-05-08

ذكر رب العزة والجلالة في محكم الكتاب، أنّهُ "ما تركنا في القرآن من شيء"، بمدلول الإكتشافات التي تظهر بين الحين والآخر من قبل الغرب، ويعتبرونه إنجازا علمياً لا غبار عليه، وبعد فترة يجدون أصولهُ ذكرها رَبّي قبل أكثر من ألف وأربعمائة عام، ومن هنا أشير للآيات البينات التي لا تحتاج إلى تطابق علمي، بقدر ما تحتاج إلى تفكر وتمعن! والحلال والحرام معروف، لان أبسط مخلوق يعرفه، فكيف بالطريق السوي من غيره، وهنا اقصد البشر حيث أعطاه الخالق عقل وفضَّلهُ على باقي مخلوقاته ؟.

بناء البيت يبدأ من شراء الأرض، وتكليف ذوي الخبرة برسم الخارطة، ويتم الإتفاق مع مقاول يتبنى مسؤولية البناء، وتوفير مواد البناء والمدة المقترحة بنهاية التنفيذ وفق إتفاقٍ وحسب التصميم، وكل هذا الأمر لا يمكن إتمامه من دون أموال، لأنها تشكل أساس كل الذي ذكرناه آنفاً، والنِكال بالإتفاق يجب أن تكون هنالك مبررات موجبة، وإلاّ فالإتفاق ملزم، ولهذا تضع الشركات في بنود العقود غرامات تأخيرية، ومن غير الممكن أن تقبل أيَّ الشركة بالخسارة .

الإصلاح لا يتم عبر التخريب أو الإعتداء على نائب تم إنتخابه من قبل الشعب وهو ممثل للشعب كما حصل في الأيام الأخيرة وعبر ما شاهدناه من تصريحات من بعض النواب أنهم لا يهمهم حتى لو احترق العراق والمهم لديهم هو النصب والمميزات التي يسيل اللعاب عليها وكأن العراق محصور بأشخاص وهم لا يعرفون أن العراق اكبر من الأشخاص ونهاية صدام ومن معه أبسط مثال وإذا كان الإصلاح المزمع السير به وفق ما شاهدناه من النواب الذين اعتصموا فلسنا بحاجة إليه لأنه لا يرقى إلى الطموح .

السيد رئيس الوزراء الذي تصدى لعملية الإصلاح، التي إنتهت صلاحيتها، وهو من خلال المسار أثبت أنه لا يملك رؤية واضحة، بل كانت تلفها الضبابية والمستقبل المجهول، لأنها بدون خارطة معروفة المعالم ومبهمة، أو الظاهر من خلال التصريحات أنها عملية وقت، كما كان سلفه يفعل من خلال المسار الذي إنتهجهُ سابقا، ويبدو أنهم ماضون، بل ومتفقون داخل أروقة حزب الدعوة! أنهُ لا بديل عن البرنامج الذي لا يملكون غيره، سوى الوعود والخطاب الرنّان، وبات هذا مكشوفا للجميع . 

حرق العراق من خلال الأداء غير المسؤول، من بعض نفر ضال لا يريد للعراق خيراً، أمر على القانون أخذ مجراه مع هؤلاء، والتصريح الذي بدر من سماحة السيد مقتدى الصدر بتصريحه، أن هؤلاء لا يمثلونا، أو أنهم ليس بجمهورهم "ثيران"، لا يصلح ما أفسده هؤلاء المتظاهرين، والإعتداءات التي حصلت يبدوا أنها مدبرة سلفاً، وإلا كيف يكون متظاهر سلمي يرفع علم العراق ويعتدي على نائب، أو ممتلكات مجلس النواب التي حطموها، وهي ليست عائدة للنواب أنفسهم، لأنها أموال الشعب ويتم صرف تلك الأموال من ميزانية الدولة، وليس من جيوب ممثلين الشعب . 

تشكيل ائتلاف سياسي عابر للطائفية والمحاصصة بات أمراً ضرورياً، بل ومهم في هذه المرحلة العصيبة، سيما ونحن نواجه إرهاب بات بين قوسين أو أدنى، من إحباط العملية السياسية بكاملها، التي بدأت تتهاوى بفعل الأداء الهزيل، والضعف البائن من خلال المحصلة، التي لم نجني منها سوى الفساد والسرقات والمناصب التي تم زرعها في الحكومة العميقة، والإتيان بشخوص لا يملكون الخبرة والشهادة المؤهلة لتولي تلك المناصب الحساسة، والتي تحتاج لشخص صاحب خبرة وإرادة حديدية، للنهوض بالواقع المزري .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك