المقالات

أحذروا فحصان طروادة بينكم!/ محمد دهلوز

1871 07:17:08 2016-05-03

محمد دهلوز عامة الناس، يَرَوْن ظاهر الأمور؛ فيعلنون موقفهم، وأقوالهم وأفعالهم؛ تارةً بإرتجالية ومزاجية، وتارةً أخرى بعواطف ودون وعي، وطرف آخر يساوره الخجل ويظل حائر بين المزاجية والعاطفة. ربما، هؤلاء تنطلي عليهم خفايا الأمور وباطنها؛ لذا فهم يسيرون وفق رؤية متذبذبة ناتجة من قصور في فهم الأبعاد والتبعات؛ التي تتخذ نتيجة هذه الأفعال والأقوال. أغلب الجمهور، يميلون الى العاطفة ، وهذا لَيْس بخطأ، وإنما هي من مكنونات الشخصية التي تعرضت الى القهر والظلم والحرمان، وما أكثرهم في بلدي! إلا أن الخطر يكمن، في المجموعة الارتجالية التي تطلق خطابات وعبارات وأقوال؛ تجعل من العاطفيين أدوات طيعة بيد هؤلاء الارتجاليون المتذبذبون بتصرفاتهم ؛ والنتيجة خلق فوضى يختلط فيها الحابل بألنابل ، وألابيض بألاسود، والعالم بألجاهل، وربما الحق بألباطل. تنفسنا الصعداء، بعد سقوط النظام البائد والتغيير الذي حصل بعد ٢٠٠٣. وظهرت طبقة سياسية جديدة ، كنّا نأمل منها خيراً؛ لتعيد ألق العراق وبغدادها ، حتى أصبحنا ندرك ان الأحلام التي كنّا يوماً نرددها بين شفاهنا، ونعيش لحظاتها في منامنا؛ قد أصبحت قريبة المنال وسهلة التحقيق. الأحلام تبخرت وتحطمت، والأماني قد ذهبت وأصبحت بعيدة؛ بسبب أحزاب وكتل سياسية ، لم يكن همها العراق وشعبه ؛ بل مصالحها واستثماراتها وأهوائها، وتركوا شعب ينتظرهم طويلاً ولكن بدون جدوى. الحركات والتظاهرات الاحتجاجية التي ظهرت اخيراً، والاعتصامات التي تخللتها، كلها كانت محط إحترام وتقدير ؛ لانها مكفولة دستورياً. ولأنها تعتبر وسائل ضغط قوية ؛ السلطتين التشريعية والتنفيذية ؛ لإقرار المشاريع التي تحكم عامة الشعب وتوفير الأمن والخدمات بالنسبة للحكومة ومجلس وزرائها. من الطبيعي أن ينقسم الشارع بين مؤيد ومعارض، فليس هناك حالة نظامية كاملة ؛ فألسياسة علمتنا أن المتغير ثابت والثابت متغير، يسيران بحالة عكسية تبعاً للظروف والمقومات والمصالح. أن وحدة البلد ووحدة الشعب ووحدة المذهب؛ هي من تجعل النجاح والنصر حليفاً لتحقيق الغايات المرجوة. الخوف من إندساس المندسين؛لخلق إقتتال بين أبناء الطائفة الواحدة وهذا هو مُرادهمْ ؛ وما الشعارات والهتافات التي سمعناها إلا رسائل وأهداف تصل الى القريب والبعيد ؛ لتوحي بأن هناك أمراً ما دُبِرَ بليل او سيُدبر؛ لكن نتمنى من العقلاء والحكماء ان يجعلوا هذا التدبير نهاراً وليس ليلاً؛ كي يستطيعوا اللحاق وكشف حصان طروادة المعشعش بينهم وينتظر ويتحين الفرصة ، قبل ان نغفوا ونراه مضيئاً مرة أخرى في الليل ، عندها نردد ولات حين مندم، ولات حين مناص.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك