عبدالله الجيزاني
منذ عام 1920 إلى عام 2003، كنتم مواطنين من الدرجة العاشرة، أغلبية سكانية، المنطقة الجغرافية الأغنى في البلد، والمكون الأفقر، ليس لكم من البلد إلا الخدمة بين متطوع في الجيش، وبين عامل خدمة في البلدية أو المستشفى، الصدفة وحدها تدفع احد أبنائكم ليكمل دراسته الجامعية، ولن يعين إلا إذا تبعث، وإلا من تبقى في أحسن الأحوال يكمل المتوسطة.
مقدساتكم مهانة وزيارتها تهمة، وصل حكمها للإعدام، الصلاة عمالة وتجسس، نعم لم تكن هناك طائفية لسبب بسيط لان الأغلبية عبيد و الاقليه الملوك ملعون من ناقشهم أو تناول أباطيلهم، نسيتم عندما سلط عليكم أراذلكم، بعنوان الرفاق، نسيتم عندما كان شتم العلماء وسيلة للتقرب من السلطان، بماذا اذكر واذكر، بعض الذكريات تدمي القلوب الحرة.
اليوم عندما تحولت المعادلة، وأصبحت الأغلبية هي الحاكمة، وأصبح أبنائها مهما كانوا وزراء، ووكلاء ومدراء وقادة، أصبح الفساد كارثة، ألم يكن هناك فساد، حفزوا ذاكرتكم، ألم يوصي الهدام رجاله " اسرقوا واختلسوا..لكن احموا أنفسكم"، أي دائرة في العراق كنت تراجعها وتنهي فيها مراجعة دون أن تدفع المقسوم علنا، كم سرق ما يسمون بالتصنيع العسكري عندما كانوا يضللون القائد الضرورة، بإنجازات وهمية! من أين يسرقون؟ من عائدات نفط البصرة وميسان ونذور العتبات.
كان العراق دولة بكل ما فيها مسخر لفئة مقسمة هي الأخرى إلى فئات، فالبو ناصر لهم الحصة الأكبر، ثم يأتي الآخرون بالتسلسل أهل العوجة ثم التكارتة ثم السنة بصورة عامة، أما أصحاب الثروة من الشيعة أما يحصلوا فتات موائد هؤلاء أو يباتوا جياع!...
تبا لذاكرة عطبت ليحركها أعدائها، فقدان الأمن، ومتى كان لكم امن، إلا من يقدم فروض الطاعة والخضوع والخنوع، وهو مشروع تهمة متى شاء الحاكم ورهطه، كم رجل شجاع كان يمكنه أن يحمل أمواله بيده علنا، كم أسرة معروفة بالغنى تبات ليلتها مطمئنة.
الإرهاب! من يستدرجوكم اليوم إلى حتفكم هم من أسس له ويقوده، عندما عارضتم كانت لكم محددات وخطوط حمر، أما من ذهب ملكهم وركبوا موجة الوطن والوطنية، فلا محرم لديهم كل موجود على وجه الأرض هدف، فضلا عن كون الإرهاب ظاهرة دولية لم تسلم منها أكثر الدولة أمنا.
اليوم مذهبكم ومراجعكم رقم صعب في المعادلة الدولية فضلا عن الإقليمية، بعد أن كانوا يعيشون في عزلة لا يذكرهم احد في العراق فضلا عن العالم، اليوم لديكم دولة نووية تصارع الدول العظمى" تمكنوا منكم لتشتموها"، اليوم تمكن أبنائكم من الحصول على الشهادات، بعضها تتناول فكر مذهبكم وعلمائكم، اليوم يعيش كثير من أبنائكم في بحبوحة من العيش.
الأخطاء ممكن أن تعالج بسهولة، لكن تحت سقف العملية السياسية، ووفق معادلة الحكم العادلة، التحديات كبيرة وكبيرة جدا، لا غرابة أن تحدث بسببها هفوات وهنات كما هي اليوم.
نشطوا ذاكرتكم، حدثوا أبنائكم ممن لم يعيشوا تلك الأيام السوداء، انتشلوهم من يد أصحاب الشعارات المغمسة بدمائكم، التي عاش عليها البعث والأقلية سنوات يتنعمون بثرواتكم، لا تتركوهم ليأتي الغد يكونوا فيه مشروع تهمة جاهزة، حين لا ينفع عض أصابع الندم.
اليوم الوضع الاقتصادي للناس جيد ولم يصل الطموح وهو مقبول في ظل العوامل الخارجية والداخلية المعرقلة.
الوضع الأمني يتحسن وفي طريقه ليكون مثالي بفضل الحشد المرجعي المقدس والاجهزة الأمنية.
الخدمات حصلت فيها انتقاله، المؤكد أنها ستصبح أفضل بعد تحسن أسعار النفط وعودة الأمن، نصيحة وصرخة من القلب؛ لا تكرروا تجارب حكم الأكثرية التي فشلت على أيديهم وبدفع جلاديهم....
https://telegram.me/buratha