الاعتصامات انتجت انشقاق السلطة التشريعية مجلس النواب السلطة الاولى باعتبارها تمثل الشعب العراقي بجميع مكوناته وتوجهاته ، هذه ازمة اختلقها البعض بحجة الاصلاح والتكنوقراط المستقلين لفرض انفسهم او للانتقام من الحكومة او من اجل مكاسب سياسية او او الخ ، خلقوا ازمة تنذر بكارثة ويكون فيها الجميع خاسر ، الازمة لا تمت للاصلاح بصلة لا من قريب ولا من بعيد والاصلاح كلمة حق يراد بها باطل ، الاصلاح يكون بمحاسبة السراق والفاشلين فقط ، وابعاد الحزب الواحد من السيطرة على مناصب الهيئات المستقلة ومناصب الدرجات الخاصة والمدراء العامين والغاء المناصب بالوكالة هذا هو الاصلاح .
ان وزراء حكومة العبادي افضل من جميع الحكومات المتعاقبة وهناك انجازات كثيرة رغم شحة الاموال بسبب هبوط اسعار النفط ، وعدم وجود ميزانيات استثمارية قللت الكثير من الفساد لعدم وجود عقود ، والميزانيات التشغيلية بالكاد تكفي لتوزيع الرواتب ، وهذا لا يعني اننا ننزه جميع المسؤولين في الحكومة ، الفساد موجود اكيد ولكن ليس بحجم الفساد بالحكومات السابقة التي نهبت وضعيت الميزانيات الانفجارية ، كما ان حكومة العبادي امام تحدي امني كونه استلم موقعه وثلث العراق محتل من قبل تنظيم داعش وهذا يكلف ميزانية الدولة اموال طائلة لشراء السلاح والعتاد ورواتب المجاهدين الذين لبوا نداء المرجعية العليا .
ضعف الدكتور حيدر العبادي جعل السراق والفاشلون والارهابيين ، والذين لا يحترمون ناخبيهم لكثرة غياباتهم في جلسات البرلمان ، كل هؤلاء يحاولون ان يسوقوا انفسهم بانهم المنقذين الابطال ، في نظر الجهلاء الذين صدقوا شعار الاصلاح ، وكان المفروض على رئيس الحكومة الدكتور العبادي ان يدافع بقوة عن حكومته او بالاحرى وزراء حكومته ، وعليه ان يعقد مؤتمرات صحفية ويذكر انجازات الوزارات ويفتخر بها ويطالب المعترضين علي حكومته ، اسباب مطالبتهم بتغير الوزير الفلاني او ذاك الوزير ، والمتابع يعلم جيدا ان هناك وزارات انجزت عدة مشاريع بدون استلامها اي تخصيصات مالية ، وهناك وزارات حاربت الفساد وهناك وزارات انقدت العراق من الافلاس ، يعني ان الحكومة رغم شحة الاموال افضل من سابقتها بكثير ، وهذا يعتبر نجاح ويحتم على العبادي ان يدافع عن حكومته بقوة ، وعدم دفاعه عن الوزراء الناجحين يجعل المتابعين امام رأيين لا ثالث لهما ، الرأي الاول انه ضعيف ولا يمتلك الجرأة بالدفاع عن حكومته ، والرأي الثاني انه شريك في مؤامرة لابعاد الوزراء الناجحين والمخلصين الذين اثبتوا نجاحهم ، وعدم تقييم وزراء حكومته والاشادة بهم امام الملأ ، يجعل المتابع يظن بانه استهداف ، والتغيير الشامل سيجعل الجهلاء يظنون ان الوزراء الذين شملهم التغيير سراق وفاسدين او فاشلين ، هذه ثقافة اغلبية الشعب ، يعني الوزير الناجح سيكون فاشل وفاسد وهذا تشويه لسمعة الناجحين ، المفروض بيان اسباب استبدال هذا الوزير او ذاك ، لماذا تم استبدالهم .
سكوت العبادي شوه حكومته وكان الاجدر به ان يتكلم ويفضح الذين حاربوا حكومته وسكوته كما اسلفنا يفسر برأيين ، اما انه متآمر لابعاد الناجحين عن الواجهة ، او انه ضعيف وضعفه جعل الفريق الاخر يستأسد عليه وهو متفرج رغم خطورة الموقف الذي ينذر بكارثة .
https://telegram.me/buratha