المقالات

أوقفوا التظاهرات والإعتصامات قبل أن تدمر الدولة والمجتمع..!/ قاسم العجرش

2188 07:47:04 2016-04-23

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بشروع بعض القوى بممارسة التظاهر والإعتصام، فإنها سلكت مسلكين متضادين ظاهرا، متحدين بالنتيجة والمآل!

 الأول أنها أستفادت من النصوص الدستورية، التي تعد التظاهر حقا مشروعا، على ان يمارس وفقا لأليات قانونية، وأن لا يضر بالصالح العام، أو يعطل الحياة الأجتماعية والأقتصادية،

الثاني أن هذه القوى وضعت نفسها، في موضع مناقضة الدولة والمجتمع، وفق آليات ليست قانونية، خارجة عن النظام العام، بتحدي شرعية الدولة.

إن من المعروف؛ أن التهاون في مواجهة نقائض الدولة، يقود الدولة إلى الفشل وربما التفكك، وفي المجتمعات المتعددة كمجتمعنا، لا يمكن لقوة ما؛ أن تفرض إرادتها على الدولة والمجتمع، إذ أن مقاومة الدولة تدخل المجتمع في صراعات، ستلقي بظلالها على أسس العيش المشترك، التي تتجسد خلاصتها؛ في الدستور والدولة المعبرة عن المواطنين، وربما تولد صراعات السياسية مستقبلية، تأسيسا على صراعات الماضي؛ لا حاجة الواقع.

إن المطالب التصعيدية، بإلغاء البرلمان وتعطيل الدستور، وإيقاف العملية السياسية، لهي مطالب تهدد السلم الإجتماعي، وتعبر الخطوط الحمراء، ولذلك فإنه ليس من المنتظر التهاون إزائها، وإذا حصل وأن تهاونت الدولة في مواجهتها، تحت ضغوط خارجية، أو لأسباب تتعلق بالتوازنات السياسية، أو في حالة عجزها، فإن المجتمع لا محالة سيواجهها بوسائله المتاحة، وسيفرز القوة الكفيلة بردع المعتدي، المتحدي لقيم العيش المشترك.

الحقيقة أن المواجهة، ليست هدفا مثلما هي ليست مرغوبة، لكن وبرغم مخاطرها، إلا أنها أهون من الاستسلام لنقيض الدولة، لأن ذلك سيقود إلى دمار المجتمع، وفي أحسن الأحوال إعاقة تطوره وتقدمه، ولا يمكن للدولة أن تهادن الى الأبد، لأنها في سعيها لإلغاء البرلمان وتعطيل الدستور، وإيقاف العملية السياسية،  تجر المجتمع إلى الفوضى، رغم مطالبها التي قد تبدو عادلة في مظهرها، إلا أن هدفها النهائي ابتلاع الدولة، وفرض إيديولوجيتها.

إن توظيف التظاهرات والإعتصامات في الصراع السياسي، أو في مواجهة الدولة، لا يقل خطرا عن العنف الراديكالي؛ ذا الأساس الديني المتشدد، بل نتائجه في بعض الحالات أكثر خطرا، لأنه يلغي المنجز، ويدمر روح الشعب، بإشاعة الكراهية والحقد.

إن التعبئة الطويلة، قد تجر إلى قتال دموي ينفي الحياة، ويعيق أي ملمح للتقدم، ويؤسس للفساد الذي تدعي مقارعته، وللخراب العمراني والأخلاقي، والى ما يجر المجتمع إلى صراعات طويلة، لصالح نخب انتهازية، تتصارع على المصالح، وعلى غنائم الدولة والمجتمع.

كلام قبل السلام: إن التظاهرات والإعتصامات الراهنة بحقيقتها، تفعيل وعي التخلف العصبوي لا وعي الدولة، سيطيح بكل الذي بنيناه، وهذا بالضبط ما تريده القوى الخارجية، التي تقف وراء الأحتجاجات والتظاهرات..!

سلام.....

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك