المقالات

نهم في سبات عميق!/ عبد الكاظم حسن الجابري

2219 08:50:23 2016-04-22

عبد الكاظم حسن الجابري
لم تدخر المرجعية الدينية في النجف الأشرف جهدها، وبذلت وسعها، لتضع النقاط على الحروف، وتعطي الحلول لكل مشاكل العراق، وكانت بتوجيهاتها سواء ببياناتها المكتوبة، أو لقاءتها مع المسؤولين -سابقا- أم من خلال خطب الجمعة، كانت ترسم صورة واضحة، لكل من يريد أن يوصل البلد إلى بر الأمان، ويديره بالشكل الأمثل.
مثلت خطب الجمعة -إضافة الى ما تمثله من عمق تعبدي- نقلة نوعية في تعاطي المرجعية مع الأحداث السياسية والأمنية والإقتصادية في البلد، وكانت الخطب التي يلقيها ممثلي سماحة السيد في كربلاء, السيد احمد الصافي والشيخ الكربلائي, تصب في خانة العون والنصح للمتصدين في هذا البلد.
سايرت المرجعية الدينية الأحداث العراقية, خطوة بخطوة, ونصحت الساسة مرار وتكرارا, بأن يكون همهم الوطني أكبر من همهم في الحفاظ على مكتسبات إحزابهم، ومنافعهم الشخصية.
ومع تصاعد أحداث التظاهرات، طلبت المرجعية من القائمين على إدارة البلد، بالإسراع بتنفيذ مطالب المتظاهرين، ومكافحة الفساد، والترهل الإداري، ومحاسبة رؤوس الفاسدين، وأكدت المرجعية على المتصدين أن لا ينجروا للمهاترات، بل عليهم العمل الدؤوب لوضع المعالجات، لأن عدم الإستجابة للمطالب سيفضي إلى الندم، ولات حين مندم.
قابل المتصدون لإدارة البلد، توجيهات المرحعية ونصحها بحالة غريبة من النكران، وكأنهم صمّوا عن سماع نصائحها، وعموا عما يحدث في العراق، عندها كررت المرجعية نصحها الأخير، وهي تجرع مرارة النكران، لتقول لهم "بحت أصواتنا" وأنتم ساكتون، لتتوقف بعدها المرجعية عن طرح الشأن السياسي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة.
توقف المرجعية عن تناول الشأن السياسي، خلال الخطبة، لم يجعلها تنأى بنفسها عن ما يدور في البلد، فمن جانب جعلت الخطبة الثانية، للتذكير بطريقة أمير المؤمنين عليه السلام في إدارة الحكم، لمن إدعى إنه موالي لعلي، جعلت الجانب الثاني للتدخل المباشر، وطرح مثالب المتصدين، وتذكيرهم بواجباتهم، من خلال الخطب التي يلقيها ممثليها، في كل حفل أو مناسبة تقام في كربلاء.
خلال إفتتاح الشباك الطاهر لأبي الفضل عليه السلام، أكد السيد احمد الصافي، الحقيقة المرة للمتصدين، حيث ذكر إن المتصدين ورغم النصائح التي قدمتها المرجعية لهم، إلا إنهم اداروا ظهورهم لهذا النصح " وأصبحوا وأضحوا وأمسوا، يستجدون النصح من غير إهلها، يستجدون النصح عند غير اهلها من هنا وهناك، تاركين العين الصافية عند عليِّ.
ودعا ممثل المرجعية أيضا، الحكومة إلى الأعتماد على الكفاءات العراقية، وإستثمارها في تجاوز الأزمات، وعدم الإستخفاف بهذا الأمر، مؤكدا مرة أخرى، إن المتصدين يغطون في سبات عن كل نصح، حيث قال سماحته " إن ثقتنا بطاقاتنا وكفاءآتنا، كفيلة بأن تخرج البلد من أزماته، لو أحسن المتصدون إدارة هذه الطاقات، لكنهم في سبات عميق"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك