المقالات

تبا لك يا نيسان؟! / قاسم العجرش

1893 07:39:18 2016-04-20

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

شهر نيسان؛ واحد من الشهور المفصلية في حياة العراقيين، وكي نستعرض دفتر هذا الشهر، نحتاج الى إجترار آلامنا، برغم أن إجترار الألم، ينكأ جروحا نريدها أن لا تنكأ!

في هذا الشهر؛ نتذكر قيام البعث في السابع من نيسان، كيوم سود صفحة التاريخ عام 1947؛ بقيء عفلق والحوراني، ونتذكر أيضا حطام البعث في التاسع منه عام 2003، حيث حرثت سرف الدبابات الأمريكية، في عام 2003 أرضنا طولا وعرضا، بخطوط كان من نتاجها؛ عملية سياسية عرجاء، أفرزت لنا قوى سياسية قسمت شعبنا طرائق قددا، بعد أن أنقسمت على نفسها، في متوالية أميبية، والدليل برلماننا المريض!

نعيش ايضا في نيسان؛ ذكريات لفواجع أرتكبها نظام القهر الصدامي، ضد شريحة أصيلة من أبناء شعبنا، ففي نيسان من عام 1980 شنت عصابات البعث، أوسع عملية دهم وتفتيش، في مدن وقصبات وسط وجنوب العراق، وأقتلعت أشجار السنديان الفيلية السامقة من جذورها، لترمى هشيما خارج بستان العراق، وليزرع بدلها الشوك والعاقول الهمجي.

في الرابع من هذا الشهر الأسود، في تلك السنة المسؤومة،، باشرت قطعان البعث؛ بعملية تهجير الكورد الفيليين، ورميهم إلى المصيرالمجهول، وجرى تسفير (120) الف عائلة من الكرد الفيليين؛ بناقلات "الأيفا" العسكرية، نساءا ورجالا، أطفالا وبنات وشيوخ وعجائز، صودرت أملاكهم، نهبت بيوتهم، حتى ثيابهم نزعت..وقبلها عزل الشباب وسيقوا إلى أماكن مجهولة، ليختفي أثرهم إلى يومنا هذا، كانوا عشرات الآلاف لم ينج منهم أحد.

هي قصة يريد بعضنا أن يطويها النسيان، لأن أبطالها المجرمين مازالوا بيننا، بعضهم غير جلده، وبات ضمن آلة الوضع الجديد، تحت عنوان الشراكة بالعملية السياسية، بعضهم الآخر مازال يردد أهازيج العنصرية والشوفينية البغيضة، بعضهم الآخر ينتقد الماضي بحياء وصوت خافت..بعضهم الرابع يقظم أظافره بلا صوت.

بعد كل هذا الزمن؛ الذي مر على غياب جاري الحبيب"عباس علي قره لوسي"، هذا الشيخ الشيعي الفيلي، الذي أقتلع  ليلة 4/4/1980، ما زلنا نبحث عن رفات عشرات آلاف الشبان الفيليين.

ونحن نحك أدمغتنا ألما؛ حري بنا أن ندين الماضي بقوة، أن نتخلى عنه، أن نرفضه ونرفض آثاره، أن نعيد للباقين الناجين بعضا من حقوقهم، أن نكرمهم على صبرهم، أن نعترف بأنهم مظلومين، وأن نعتذر لهم عما أقترفه عراقيون مثلهم بحقهم؛ لعل في الأعتذار يستقيم الميزان.

كلام قبل السلام: الذين ظاموهم مازالوا بيننا، بعضهم في العملية السياسية، بعضهم ضباط في الجيش والأجهزة الأمنية..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك