المقالات

عجز البرلمان وشلل الحكومة وضياع الوطن

1335 21:26:49 2016-04-14

من الامراض التي تصيب الانسان وتؤثر على حركة اعضائه او ربما تجعله فاقدا السيطرة عليها او تمنعها من القيام بوظائفها الطبيعية مرض ( الشلل ) الذي هو من اختصاص الاطباء وميدان عملهم ويخضع المريض فيه الى ارشاداتهم ووصفاتهم الدوائية التي قد تنجح في التغلب عليه فيشفى كليا او جزئيا , او تخيب فيبقى عاجزا مشلولا ممنوعا من الحركة او حتى الكلام في بعض انواعه , وقانا الله واياكم جميع الامراض التي يبدو انها تصيب المجتمعات وهيئاتها المختلفة بنفس العلل والامراض ..وتكون آثارها ونتائجها اكبر واقسى عليه مما لدى الانسان الذي يتحسس التغييرات والعوارض التي تصيبه.. فتراه يسرع الى اقرب طبيب اذا ما اعتراه عارض او هم ...اما المجتمعات وهيئاتها السياسية والاجتماعية فانها غالبا ما تحتاج الى وقت طويل جدا للاعتراف بوجود المرض اولا , وتحتاج الى وقت اطول لاختيار الطبيب او الطريق الذي يوصلها الى العلاج الذي اذا ما وُجد او عُرف فانه يخضع للاجتهادات والتفسيرات والتأجيلات التي ربما تُحول المرض من عارض عادي الى عاهة او عجز دائم .

الحكومة العراقية الحالية التي تعيش مرض الشلل السياسي باقسى حالاته والذي جعلها تتخبط في قراراتها وعاجزة عن القيام بابسط مهماتها وواجباتها تجاه الوطن والمواطن وهي عاجزة عن تجميع اعضائها الوزراء في اجتماع مشترك لغرض اللقاء والكلام المباشر بينهم, فكيف يمكنها القيام بواجباتها ومهماتها المطلوبة تجاه الآخرين ؟ 

مشكلة الحكومة العراقية ليست في امراضها الكبيرة والمزمنة فيها وانما من حالة العناد وعدم الاعتراف بالواقع الموجود ...وهو العجز الكبير لبعض السياسيين العراقيين داخل البرلمان وخارجه والذين يشكلون الطبقة السياسية الحاكمة في العراق والذين ينظرون دائما الى زاوية معينة من الصورة ووفقا لمصالحهم ومكاسبهم الآنية والوقتية دون ان يكلفوا انفسهم او يٌروضوها للتفكير والتصرف وفق مصلحة المجموع العام وليس حال الحاضر الموجود او الظرف الخاص .

ملفات ومواضيع كثيرة شكلت نقاط الاختلاف ومحور الصراع بين مختلف القوى والحركات السياسية خلال السنوات السابقة وهي نفسها مطروحة اليوم وبنفس الحدّة وربما اصابها الكثير من التعقيد والتشابك بفعل الظروف والتدخلات الخارجية والاقليمية... وما زالت الحكومة والسياسيين وبضمنهم البرلمانيين يمارسون نفس السياسة والدور , أي في المراوحة والجمود على نفس المواقف والمكان الذي انطلقت فيه العملية السياسية في العراق قبل سنوات وما زالت نفس الشعارات والمطالب والاتهامات والاجتماعات والتحالفات ...تلف وتدور وتعود الى المربع الاول الذي انطلق منه الجميع في سباقهم نحو السلطة والاستئثار بمغانمها وامتيازاتها واضوائها... دون ان يكون هناك تغيير حقيقي في حياة الناس المساكين البسطاء الذين هبّوا في الانتخابات في كل مراحلها وقدموا عشرات الشهداء امام المراكز وصناديق الانتخابات املا في غد افضل .

هل يستحق العراق كل هذا الموت والخراب والدمار والاعتداءات الخارجية من القصف التركي وتهديدات من دول الجوار وغير الجوار ؟ ؟ ألا تُغير كل هذه الظروف والوقائع التي يعرفها السياسيون في بعض مواقفهم وتدفعهم الى التحرك بصدق وجدية نحو الملفات والمواضيع التي تحولت الى جروح ُمتقيّحة في الجسد العراقي ؟ 

المصالحة الوطنية الحقيقية القائمة على الفعل وليس الكلمات او توصيات المؤتمرات هي الباب الوحيد الذي يمكن ان تدخل من خلاله نسمات العافية... وتقدم من خلالها وصفات العلاج للوضع الذي نحن فيه والذي يمكن من خلاله ان يُعالج شلل الحكومة وعجز السياسيين وضياع الوطن .....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك