المقالات

الحكيم الراحل محمد باقر| ‎الدكتوريوسف السعيدي

1876 06:50:55 2016-04-08

أيها الموت......يا من غيبت جبلاً من سامي الدعائم في الثرى ...أيها الموت يا من عصفت في ريع الفضيلة ...وطويت ذلك الغصن ذي الثمرات...فذوى ربيع المكرمات ...وضحضحت الأرجاء والآفاق....عن السحاب الممطر ..وغادر العلياء وهي تمشي بعد ربيعها ...وحيدة سوائمها بذلك الوادي السحيق ...حين أقبلت أيها الموت ...ومررت بالحكيم محمد باقر ...غيض ذلك البحر ...وقد طمى حتى القاع....وتكورت شمس الكمال .....رحيلك أيها الحكيم ...وبكاء المنابر ونوح المزابر ....هي اشد ما يشجي النفوس مضاضة.....بعد ان استهلها دمع المحابر ...وعويل الشعائر....أزف الرحيل أيها الحكيم ...فلا ليل الفخار أقمر ...ولا يوم الكمال أشمس.....هكذا مضيت يا حكيم الزمان نقي الرداء من أدران الدنيا ألدنيه.....ومضى ركب الحكمة يحدو عجلاً ..ليلتحق إلى الرفيق الأعلى....فأنهلت العيون بدمعها المتفجر . سمعاً..وطاعة....شهيد المحراب ...فسطوري خرساء لا تملك لساناً معبراً....لأن المعالي ساومت خطباءها ...فطفحت تلك المشاعر العظام بروعة قدسيه...حجت لها وفودنا في عرفات الشموخ ..صنفين... مقصرين ومحلقين....فطفنا بنعشك يا حكيم ..مهطعي الرقاب...وركبنا يحدو بين مكبر ومهلل...ومن عظم مصابنا ..بتنا بحج اكبر....لدهشتنا بفقدك سيدي...يا مجد العلا...وشوط الفخار ...وسمو ألمكانه...سجية هي عندك النبل...والسخاء......حين أزف الرحيل ...تذكرت فيك من البسالة يومها من كل قسورة مشمر في الهياج ...حين دققت انف الطائش المتكبر ...والنزق الذي تسنم دست الحكم فترة ثلاثين عاماً وخمس......لقد أريتهم أيها الحكيم أن المنية في العلياء ....أشهى لفؤادك من رحيق كوثر....سل الدماء السائلات أيها التاريخ ...كيف أن جريانها من أجساد الشهداء من غير مهجة الحكيم ..لم يكتمل....سيدي الحكيم ..لقد مضيت بطلاً وحاشاك أن يعتريك جبن...لكن القدر قد...حم...فلم يترك حتى بسالة الأسود...وهكذا أنت أيها الموت تلج البيوت فتنتقي من خيارها رجالاً...فأوديت بقطب رحى العلا والرفعة....وهكذا حملت نعش الحكيم الراحل ...شم الأنوف ....حيث طأطأت لهم شم الجبال...تأدباً...وقداسه. أزف الرحيل يا حكيم الدهر...فرفرف قلبي ذهولاً ....ولوعه...رزيتك أبكتني...فاستفاضت عيناي مدامعاً أيها القلب المفجوع ...هل أشجتك الذكرى فمضيت تؤبن ذكريات لم تزل روحي تعاقر حلمها الوردي....أنى لي نسيان أحاديثك ...التي أرخت علي سدولاً من الجلال ..والهيبة.....وغمرت الأفاق النجوم الزاهرات ...وافترش الربيع الأرض حقولاً يانعه ...وخفق القلب بالعواطف ..رقة...ولهفه....وأبصرت العينان جمال الوجود....صدى ذكراك سيدي بعثت في المشاعر رهبةً ...كالذكر ترتيلاً...وتجويداً......سيدي حكيم ألامه ...قداسة....حماسة...شيخوخة....هزت صياغات البلاغة من يراعي الحزين ...تبجيلاً...لسفر الخلود الذي ما انفك يروي فصولاً ....ما زلت الملم حلقاتها ...رهبة...ورغبه....في السانحات من الخواطر التي تداعب ذهول القلوب.....هكذا سيدي شهيد المحراب ...تستوحي سطوري السماء ...قصائدا...شقت لها سبيلاً في خالدات الدهر ...فاستنفذ مدادي عبارات التبجيل....بعدما أزف الرحيل ...يا حكيم الزمان......

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك