حسين ال شميس
وجاء من أقصى بلدا رجلاً يصلح قال يا قوم اتبعوا المصلحين ،بعد عناء السفر وهجرته،والظلم الذي لحق به سعى لتصعيد العمل المعارض، ضد النظام العراقي آنذاك، وقلب الموازين على الحكومة الظالمة، التي لا تريد لشعبها الخير.
السيد محمد باقر الحكيم قدس سره، كان من ابرز الشخصيات التاريخية العراقية، رفضا للظلم الذي لحق بشعب العراق، حيث حارب النظام البائد، وكان من أبرز القوى المعارضة التي عملت ضد النظام السابق، يعتبر من أهم طلاب الحوزة العلمية في النجف الأشرف، درس كفاية الأصول في مسجد الهندي، كما مارس التدريس في كلية أصول الدين في بغداد، في مادة أصول القرآن، وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الأصول في طهران.
يعتبر من المؤسسين لتيار المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وكان يهتم بأحوال المسلمين وأوضاعهم، لذلك كان من أوائل المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق، كان يقوم بالنشاطات الاجتماعية والالتقاء في الجماهير، ويمارس دوره في التبليغ والتوعية، تحمل مسؤولية البعثة الدينية لوالده الإمام الحكيم إلى الحج ،كانت هذه المدة تسع سنوات حيث كان تأسيس هذه البعثة لأول مرة في تاريخ المرجعية الدينية.
عاد إلى العراق في عام (2003) بعد سقوط الطاغية صدام حسين، وحظي السيد محمد باقر الحكيم، لدى عودته بإستقبال حاشد في البصرة من بعض المحبين والعاشقين، وقد أبدى الناس فرحهم وسعادتهم بعودته، وصل إلى النجف الأشرف، واستقر بها، وبعد وصوله أقام صلاة الجمعة في صحن الإمام علي عليه السلام، دعا إلى مقاومة سلمية للإحتلال، لأن الشعب كان منهك من ظلم صدام، في يوم الجمعة الأول من رجب، اغتيل بانفجار سيارة مفخخة وضعت له بعد أداء صلاة الجمعة، تناثرت أوصاله على قبة جده الإمام علي عليه السلام، وكان يسأل الله أن يرزقه الشهادة.
رحلت عنا وتركت فراغاً، وكان لفقدك أثرا كبيرا في نفوس العراقيين، فهنيئا لك الفوز في الجنان، فكنت ذا كلمة طيبة رفيع المستوى، وكان لك الدور الأساسي لمحاربة الظلم والفساد، رحلت عنا جسدا وبقيت روحك تعانقنا، وسنمضي على ما مضيت أنت وأجدادك البررة ونحن على خطاك سائرون.
https://telegram.me/buratha