المقالات

السيد محمد باقر الحكيم الشاهد والشهيد | عبد الكاظم حسن الجابري

2591 06:06:14 2016-04-08

عبد الكاظم حسن الجابري
يمثل السيد محمد باقر الحكيم، "قدس سره" السيره الصالحة لرجل الدين، الذي حمل الفكر السياسي.
سماحته كان يمثل مدرسة والده، السيد محسن الحكيم، الذي واكب التغيرات الجديدة في العراق، من سقوط الملكية، مرورا بالشيوعية، ثم الحكم القومي، انتهاءا بالحكم البعثي الفاشب.
عاشت مرجعية السيد محسن الحكيم، في ظل اجواء سياسية مشحونة، وافكار متشعبة ومتضادة، جعلت السيد الحكيم الاب ان يدخل بالحيثيات السياسية بكل تفاصيلها، من حيث توجيه الناس، والمطالبة بحقوقهم، والاعتراض على بعض القوانين المجحفة.
هذا التداخل المرجعي، القى بظلاله على ابناء السيد محسن الحكيم، فجعلهم من اوائل رجال الدين الذين دخلوا الحياة السياسية، سواء على صعيد التنظيم ام العمل، فكان السيد يوسف الحكيم والسيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم، من طلائع رواد الحركة الاسلامية الشيعية على مستوى التنظيم والعمل.
أسس الأبناء الثلاثة للسيد محسن الحكيم، وبمعية السيد محمد باقر الصدر، حزب الدعوة الإسلامية، والذي سرعان ما انفصلوا عنه، لكنهم لم ينفصلوا عن جهادهم، والمطالبة بحقوق أكثرية الشعب العراقي.
بعد استيلاء صدام التكريتي، على الحكم في البلاد، ظهرت وحشية النظام البعثي بأبشع صورها، وكشرت حكومة البعث عن انيابها، فاضطهدت وأعدمت ورحلت كثير من أبناء الشعب العراقي، وكان حصة علماء الدين، وخصوصا عائلة السيد محسن الحكيم، الحصة الأكبر من هذا الظلم.
بعد تولي صدام الحكم، غادر السيد محمد باقر الحكيم، هو ومن تبقى من أبناء الحكيم العراق، وأحل رحله في إيران، ومن هنا إنطلقت المسيرة الخالدة للسيد محمد باقر الحكيم، من خلال تشكيله التنظيمات الإسلامية المعارضة، والتي تكللت بتشكيل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وجناحاها العسكري فيلق بدر الظافر.
حمل السيد الحكيم؛ هموم الشعب العراقي، فكان فاعلا وناشطا، من خلال توضيحه وشرحه لمعاناة العراقيين، فكانت له جولات على دول الجوار ودول الإقليم والدول العالمية، وكذلك المنظمات العالمية، والإمم المتحدة، شارحا ومدافعا عن العراقيين ومأساتهم، وضرورة تظافر الجهود الدولية لحماية الشعب المظلوم.
تحقق حلم الحكيم الأكبر، وسقط صنم البعث عام 2003، وهنا عاد الحكيم إلى أرض الوطن، حاملا معه كل خططه ومشاريعه الطموحة، لبناء الوطن والذي ركيزته المواطن.
عاد الحكيم إلى أرض الوطن، وإستقبلته الجماهير، بذلك الإستقبال الحافل، وكان سماحته يبكي وهو يرى الجماهير تلتف حول قيادتها الدينية، ويقول بكل تواضع، اقبل اياديكم واحدا واحدا، وقال ايضا انا جندي من جنود السيد السيستاني، وقال اقبل ايادي المراجع واحدا واحدا، وهذا الأمر إن دل على شيء، فهو يدل على توجيه سماحته للإلتفاف حول المرجعية الدينية، كونها الضامن المؤتمن على حقوق وتطلعات الشعب العراقي.
لم يرق إلتفاف الجماهير حول السيد الحكيم، وطاعتها للمرجعية، لدوائر البعث والإرهاب، لذا تعاضدت قوى الشر لسلب الجماهير قائدها، فأقدموا على ابشع جريمة، في أطهر أرض، وأشرف وقت، فكانت شهادته بعد إتمامه لصلاة الجمعة، في صحن أمير المؤمنين عليه السلام، بسيارة غدر مفخخة في اليوم الأول من شهر رجب الأغر.
رحل الحكيم إلى بارئه، وختمَ حياتة بغاية المُنى، ألا وهي الشهادة، ليكون شاهدا على من كذبوه ولم ينصروه، وشهيدا عند ربه، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك