المقالات

القصب والبردي عندما ينعى شهيد المحراب../ سعد بطاح الزهيري

1973 16:37:23 2016-04-07

سعد بطاح الزهيري

أسكن في أحدى محافظات جنوبنا الأسمر المجاهد،وطريقي كل يوم يجعلني أمر قرب الأهوار،ولكن في هذه الأيام أصبحت اسمع أصواتاً شجية، لم اعتد أن اسمعها إلا في هذه الفترة من كل عام، نعي يجعلني أبحر بين أمواج الحزن المتلاطم في داخلي، أنه صوت القصب والبردي الذي يشتاق بلهفة الى رجلٍ كان لا يفارقهم يومآ، ولكنه استأذنهم لزيارة جده وكان يعلم بان دمائه الطاهره ستمتزج مع دماء جده الزكية، رغم كل هذا كان مصراً على الذهاب شوقاً للشهادة فطوبى لك يا شهيد المحراب. 
العراقيون كانوا ينتظرون اللقاء بعد تضحيات جسام لرجال الجهاد المقدس، التي طافت أرض العراق وسطرت المقابر الجماعية ذنبهم العظيم، يكمن بحب آل محمد فالحزن الطويل مكتوب على قمصانهم الممزقة، وإطلاقات الرصاص وبقايا العظام شواهد حية على جرائم الطاغية، وعليه كانت كلمة المشروع الجهادي مع السيد محمد باقر الحكيم في الجنوب، بعباراته الممزوجة بدعوات الإصلاح والخلاص ،فعندما نسمع خطاباته وبهدوء مطلق من إذاعة الثورة الإسلامية وصوت العراق الثائر، فأن إسماعنا تتجه الى الماضي الكربلائي، الذي جعل منا جيلاً مؤمناً أيماناً مطلقاً بالحرية وسائراً في طريق هيهات منا الذلة.
هكذا تعلمنا من رجال الله الذين هاجروا في سبيله،تعلمنا الشجاعة والصبر والجهاد والتضحية،كان صوته هادرآ يهب مع الرياح الجنوبية بنسمات هادئة،تغني بالحرية والجهاد ضد الظالم، حيث غنى مع صوته العذب لحن الصمود للقصب والبردي عندما كان يحتضن رجال العقيدة الحسينية.
كانت عودته الميمونه إلى أرض الوطن بعد طول الفراق والغربة،ممزوجة بدموع الفرح تارة والحزن تارة أخرى، حيث كان بأستقباله ما يقارب 7 مليون نسمة،من أبناء الشعب العراقي المضطهد،من السجون والمقابر الجماعية والأهات والويلات،بهتافات موحدة للترحيب بالقائد المصلح،نعم هذا هو ابن الحكيم الذي عاش مع الجميع عاد ليضمد جراح العراق.
عاد الأمل وعادت الروح والحنين إلى الاهوار من جديد،حيث كنا نسمع هتافات الترحيب والأشتياق إلى المعشوق،كان للجميع ورسم للطريق قناة للحرية والوحدة ،كان العراق أمانة في رقبتة الزكية، أراد للجميع أن يعيش حياة هانئة سعيدة بوحدة الكلمة.
استقر الحكيم في النجف الاشرف عاصمة جده أمير المؤمنين،ليجعل من حرم الأمير منبر للتوجيه والإرشاد نحو الصلاح،قام الحكيم خاطبآ وامامآ للجمعة،في غرة شهر رجب 29. 8. 2003،وعند الانتهاء من أداء الفريضة رحل الحكيم من محراب الصلاة إلى محراب الشهادة ،لتمتزج دماءه الزكية مع دماء أجداده الأطهار،كانت جريمة العصر آدمت القلوب،وادمعت العيون حزنا والمآ عليك سيدي.
نشتاق إليك في كل حين،ها هو أنين صوتك سيدي حنت وأنت إلية الاهوار،فالأمس كنت فيها اسمآ ورسمآ واليوم لا نرى إلا اسمكم خالدا في سماء العراق،سيدي الحكيم لك منا كل تحية وسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك