المقالات

باقرين ومشروعٌ إصلاحي واحِد..! / زيدون النبهاني

1720 09:55:56 2016-04-07

زيدون النبهاني
يقول السيد الخميني (قدس)، "كنتُ أتوقع قيام الحُكم الإسلامي، في العراق قبل إيران، وذلك لما شاهدتهُ من تحول كبير، في أوساط الأمة".
إن السيد الخميني (قدس) وصفَ حالة الأمة في عصرِ الإمام محسن الحكيم (قدس)، ومشروعهِ الإصلاحي الكبير الذي صَنعه، في ظروفٍ صعبة مِن تأريخ العِراق والمنطقة، إسلامياً وسياسياً، وفي هذه الظروف المُستحيلة، ولِدَ مشروع الإصلاح، ليحملهُ السيد مُحسن الحكيم على عاتِقه، وليكون فيما بَعد الحركة الأكثر تأثيراً، في رسم حُرية الشعب العِراقي..
مِن هذا المَشروع الإصلاحي، بزغَ نَجمان مُضيئان، باقِر الصدر وباقِر الحكيم (قدس سرهما الشريف)، ليشكلان سويةً محور الحركة الفعلية، التي أبتدأت في إنتفاضة صَفر عام ١٩٧٧، ولم تنتهي بتحرير العراق من البعث عام ٢٠٠٣.
إنَّ فكرة المشروع بُنيت على أسسٍ سليمة، دَرست واقع العِراق، شعبهِ وتربته وسماءه، وربطتهُ بالقيم المثلى للإسلام، فكانت محط إهتمام اهل الدين والثقافة، لتنطلق بعيداً في فكر الرفض للظلم، وتكون الحركات الإصلاحية للشهيدين مصدراً منفرداً لإزعاج النظام البعثي.
حَق الحياة، الإيمان بتعددية المكونات، حُرية الشعب في إختيار الحُكمِ والحاكم، إعمار البلدِ وإزدهاره، كلها مفاهيم ركز عليها المشروع الإصلاحي للسيدين، فكانا أول من لبى فضيلة الجهاد في سبيل تحقيقه، وترسيخه مفهوماً لا ينتهي برحيلهما، وهذا ما حَصل..
لحظة إغتيال الشهيد الصدر (قدس)، مثلت إنعطافاً مهماً في تأريخ الحركة الإصلاحية، فهناك حطم الصنم البعثي نفسه، وإنكسرت هيبته، فقتل شخصٌ مُلهِم مثل السيد الصدر (قدس) لا يعني بأي شكلٍ من الأشكال؛ قتل مشروعه، فقد أصبحت قوى المعارضة والحركات الشعبية، أكثر إلتزاماً بمشروعه، وأكثر قرباً للخلاص من العفالقة.
أستمر المشروع وتنفس، فتشكلت لأول مرة في تأريخ العراق السياسي، معارضة حقيقية، تتبنى الجهاد المُسلح والحراك السياسي في آنٍ واحد، حتى نجحت في كسر شوكة الدكتاتورية، وتنفست بغداد وقتها هواء الحرية.
الزخم الشعبي والوطني الذي خلقه السيد الحكيم (قدس)، بعد وصوله أرض العراق، كان مقلقاً لأعداء عراق ما بعد صدام، فالرصانة في الحديث كانت حاضرة، كما حضرت الفطنة والذكاء، في خطاب السيد الحكيم.
الشعب حُر بإختياراته، ولا وجود لحاكم أجنبي يبيح مشروع الإحتلال، الشعب هو من يختار طريقة الحكم، يصوت على دستور وطني، يُرشح وينتخب حاكميه، كل هذا كان جزءاً يسيراً من مشروع السيد الحكيم (قدس)، للعراق ذو السيادة الوطنية، وهو ما قابله المحتل بسيارات مفخخة، إستهدفت جسده الشريف، لتتناثر أشلاءه كما تمنى محتضنة شعبٍ مظلوم.
بعدَ فقدنا الحكيم (قدس)، مرت علينا أيامٌ سوداء، طائفية وإرهاب، وتمسك من ليس أهلٌ للحكم بالحكم، ليبدأ مرةً أخرى مشروع الإصلاح ذو الجذور البعيدة بالظهور، إستكمالاً لحركة السادةِ الشهداء، فبنيت العملية الديمقراطية، وشرع الدستور، وشارك الشعب لأول مرة، في عملية الحكم.
بعد سنواتٍ من رحيل الشهداء الكبار، يمر العراق مرةً أخرى بمحنة سياسية، تتعلق بأليات الحكم وكيفيته، ووسط تزاحم الإطروحات، يبقى صوت المشروع الإصلاحي للسيدين يتنفس الواقع، فها هم المُصلحون لا يختصرون بزمن، ونحن حتى إن غادرنا طريقهم، يبقى ذاك الطريق خلاصنا الدائم، لماذا إذن نحيد عنه؟!
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك