بعد السنوات الثلاثة عشر على سقوط النظام الدكتاتوري وحلول العهد الجديد تحل هذه الأيام الذكرى السنوية السادسة والثلاثين على مأساة تهجير وتغييب الاف من شباب الكرد الفيليين ، ففي 4/4/من كل عام . تخيم على قلوبنا مشاعر من الألم والتوجع على ضحايانا الأبرياء ومعها مشاعر من الغضب على نظام بربري جمع بين الإستبداد وعدم التسامح ، وأستطاع بكل بساطة من تحطيم حياة مئات الألوف من مواطنيه بتهجيرهم وسلب أموالهم وممتلكاتهم واعتقال أبنائهم منهم والتي كانت تضم اعدادا غير قليلة من المثقفين والعقول النيرة ومن مختلف شرائح المكون ومن ثم قتلهم غدراً بعد سنوات طويلة من الإعتقال . وكل هذه الجرائم الوحشية إرتكبت بدون أي ذنب من الضحايا،مقابل سكوت المنظمات الدولية والعربية .
هذه المأساة التي غدت واحدة من أفدح الجرائم التي ارتكبها نظام الجور والاستبداد . ان الكثير من الظلم والحيف الذي مسهم يخفف كل الفواجع ويلغي كل المحن التي سببها عمدا للعراقيين النظام البائد ، وتعرضهم للمضايقات وللصهر القومي ألقسري على يد السلطات المتعاقبة خلال فترات طويلة أشدها قسوة في فترة سنوات حكم البعث في السبعينات والثمانينات ، الفضائع التي ارتكبت بحق الفيليين كانت في إطار إبادةٍ واسعةٍ النطاق وسياسة منهجية تعكس سلوكية النظام الطاغوتي وحزبه الفاشي ، حيث تم تغيب عشرات الآلاف من أبنائهم ومصادرة ممتلكاتهم المنقولة.
هذا الشعب الذي سعى للخير على مر السنوات العجاف من اجل مستقبل زاهر لابنائه ، ولشعبه سواء من الكورد اوالعرب اوالتركمان اوالكلدو اشور وغيرهم من الطوائف والمذاهب والاديان.
اننا لسنا في سبيل ان نسرد حقيقة اصالة وعراقة الكورد الفيلية في ارض العراق ، وهو من المكونات الكبيرة في الشعب العراقي تقطن في أماكن عديدة من العراق، من كركوك حتى البصرة ومن شرق ضفاف دجلة والفرات حتى الحدود وتتشكل من عشائر مختلفة لقد ثبت لكل صاحب ضمير ومن يتابع التاريخ ماهية هذا الشعب الابي في التفاني والاخلاص و وطنيتهم وحرصهم على انتماءهم لا عبر المواقف السطحية انما عبر طبيعة الهوية التي يحملونها ومن خصائص تركيبة اصيلة ونفسية اجتماعية متفانية و تطلعاتهم الفكرية والسياسة الزاخرة و في تاريخهم وثائق تثبت تقيمهم وجودهم الانساني والقومي ووضوح الانتساب لهذه الارض بكل مفردات اخلاصهم وعطاأتهم وعيشهم السليم وتطلعاتهم المخلصة والمحافظة على عقائدهم الدينية والمذهبية التي يتشرفون بالانتماء لها .
والحديث عن دورهم في الحركة السياسية العراقية التي قد اطرتها بكل شموخ في التاريخ القديم والحديث بصفحات من نور ، وقدمت هذه الامة ولازالت قوافل من الشهداء الذين طرزوا صفحات التاريخ العراقي بفخر واعتزاز بها ، و ساهموا في مجالات الحياة كافة وفي بناء الثقافة والفنون والسياسة. ولكن يجب ومن المفروض ان تكون هناك آلية وخطط تستعجل تخفيف معاناتهم ومداواة جراحهم البليغة التي احدثها النظام المباد ، ويفترض ايضا ان يكون من يتبوأ المراكز العليا في الاجهزة التشريعية والتنفيذية والقضائية يمتلك من الضمير المنصف ما يدعو للاطمئنان والارتياح ،
و على كل حال اننا امام مسؤولية يجب ان لا تودي بنا إلى الاستسلام وفقدان الأمل واللامبالاة بل على العكس يجب أن تدفعنا إلى التفكير الجدي بعيدا عن العواطف لتشخيص أخطائنا ونواقصنا ونقاط ضعفنا وأن تحفزنا على أن نواصل جهودنا بأساليب مختلفة وأن نثابر أكثر من السابق إلى أن يتم إحقاق حقوقنا وإنصافنا ونحصل على معلومات عن شهدائنا الإبرار ويتم رد الاعتبار إليهم والينا. علينا برص صفوفنا وترتيب بيتنا وتقييم مسارنا. وفي الختام لتكن هذه المناسبة الأليمة مناسبة إستذكار لكل الضحايا الأبرياء من أبناء العراق الذين فقدوا حياتهم ظلماً تحت خيمة الإستبداد .
تحية اجلال واكبار لشهداء الكورد والكورد الفيليين
الذكر الطيب وننحني إجلالاً واكراماً للشهداء وللبطولة التي تحلوا بها والمجاهدين الذين ما زالوا يحملون راية الدفاع عن العرض والمقدسات في العراق .
https://telegram.me/buratha