التحجج والتبرير وملامة الاخرين ديدن الفاشلين للضحك على عقول الجهلة الذين ابتلى بهم الشعب العراقي ، وقد تحجج رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي بان الكتل المتحالفة معه لا تريد الاصلاح وهي متمسكة بوزرائها ، وكان يوهم الجهلة بان الكتل تعرقل الاصلاح وبدون تسميتها ، وبعض الجهلة يتهم ما يخطر على باله من كتل وبعضهم يتهم الكتلة او الحزب التي ينصب لها العداء وبدون ان يفرق بين الكتل ، بدون ان يرى عمل وزراءها هل هم ناجحون ام فاشلون ام متورطين بالفساد المالي والاداري ، وعقلية هؤلاء الجهلة لا تميز بين الاخضر واليابس وبين الناجح والفاشل ، والغريب انهم يحاربون الناجح والحريص بكل ما اوتوا من قوة .
ان كتلة المواطن او بالاحرى المجلس الاعلى ممثل بوزراءه الثلاث وزير النفط ووزير النقل ووزير الشباب والرياضة ، قدموا استقالاتهم رسميا للدكتور حيدر العبادي لكي يصلح العملية السياسية واعطاءه الحرية الكاملة في اجراء عملية الاصلاح ، وهذه ليست المرة الاولى التي يقدمون فيها استقالاتهم ، فقد قدموا استقالاتهم في اب عام 2015 عندما اعلن رئيس الوزراء عن اجراء عملية الاصلاح ولم يرد على الاستقالات ، وفي شباط 2016 قدموا استقالاتهم لرئيس الوزراء ولم يرد عليها ، وقدموها مجددا قبل ايام لرئيس الوزارء ، وهذه الاستقالات دليل على دعم الاصلاحات ، كما انها تغلق باب الحجج والتبريرات الغير منطقية التي يتحجج بها رئيس الوزراء العبادي ، لان الاستقالات جاءت من وزراء كتلة المواطن التي تعتبر الكتلة الاساسية للتحالف الوطني الذي ينتمى اليه العبادي وحزبه حزب الدعوة ، كما ان التيار الصدري ايضا صرح بعد المشاركة بالحكومة لاعطاء العبادي الحرية في اصلاح العملية السياسية .
الاستقالات التي قدمها وزراء المجلس الاعلى تدل على جديتهم في الاصلاح لانها قدمت لرئيس الوزراء مباشرة ، وهناك بعض الوزراء في كتل اخرى يضحكون على انفسهم باعلانهم الاستقالة ، لانهم لم يقدموها لرئيس الوزراء بل قدموها الى كتلهم وهذه استقالات كاذبة ، الاستقالة الحقيقية والجدية هي التي تقدم لرئيس الوزراء الدكتور العبادي باعتباره المسؤول الاول عن الاصلاح وليس تقديمها لرؤساء الكتل .
لقد اثبت وزراء المجلس الاعلى شجاعتهم وزهدهم بالمناصب بالرغم من كفائتهم ونجاحهم الذي يشهد له الجميع ، يكفي ان عادل عبد المهدي وزير النفط حصل على شهادة تقديرية من البنك الدولى اكبر مؤسسة عالمية متخصصة بالشأن الاقتصادي ، ويكفي ان باراك اوباما رئيس الولايات المتحدة الامريكية قدم تهنئة للدكتور العبادي بمناسبة تصدير العراق ثلاثة مليون برميل نفط يوميا ، والان التصدير وصل لاكثر من ثلاثة ونصف مليون برميل يوميا ، وهذا لم يتحقق في جميع حكومات العراق منذ الحكم الملكي ، والانجاز الاخر لاول مرة بتاريخ العراق يصدر الغاز السائل الى الخارج ، وهذا التقدم والنجاح جاء بجهود واهتمام الوزير بهذا الجانب ووصول العراق لمرحلة الاكتفاء الذاتي بعد ان كان الغاز يستورد ويكلف العراق اموال باهضة ، واستقالة عادل عبد المهدي ليست بجديدة فهو الوحيد الذي استقال من منصبه سابقا عندما كان نائب رئيس الجمهورية ، كما ان وزير النقل باقر جبر من اكفأ الوزارء في الحكومات التي تعاقبت وهو في غنى عن التعريف وهو الوزير الوحيد في المجلس الاعلى الذي تسنم عدة وزارات ، وعندما تسنم منصب وزير النقل تبرع بجميع رواتبه ومخصصاته للحشد الشعبي ، بمعنى انه الوزير الوحيد الذي يعمل مجانا ، وهو الوزير الوحيد الذي لم يستلم اي تخصيصات مالية لوزارته من الموازنة ، ورغم هذا نهض بواقع الوزارة وجعلها من وزارة مثمرة ، والكل يعلم ان وزارة النقل كانت تقبض اموال ورواتب من الميزانية ، فجعلها وزارة تعطي الاموال لخزينة الدولة بعد ان حول شركات الوزارة من خاسرة الى شركات رابحة .
هذا عمل الوزراء الناجحين وانجازاتهم تشهد على كفائتهم ، وتقديم استقالاتهم يدل على شجاعة وزهدهم بالمناصب ، وهذه الاستقالات دعمت عملية الاصلاح واغلقت باب الحجج والتبريرات امام العبادي ، كي لا يقول الكتل السياسية في التحالف الوطني لا تدعم الاصلاح ، وكي يخلط الاوراق ، المجلس الاعلى والتيار اعطوه حرية التغيير ، والباقي على حزبه هل سيدعمون الاصلاحات واعطاء الحرية للعبادي باختيار وزراء جدد ام لا .
ملاحظة قبل الختام ان عملية الاصلاح يعني محاسبة المتورطين بالفساد المالي والاداري وزراء او مدراء ورؤساء هيئات ، ويجب تقييم عمل الوزراء والمدراء واستبدال الفاشل والمتورط بالفساد وتقديمهم للقضاء هذا هو الاصلاح ، وليس استقالة الوزراء الذين اثبتوا كفائتهم .
https://telegram.me/buratha