المقالات

نهاية ازمة ام بداية ازمات؟

1515 03:20:22 2016-03-29


دخل السيد مقتدى الصدر الخضراء كما وعد.. وطرح اسماء مرشحيه "التكنوقراط".. بالمقابل اظهرت اجتماعات "التحالف الوطني"  الاخيرة ان اطرافه (قاطعت الاحرار الاجتماعات) قد تكون وصلت الى تسوية مشتركة. وطالب العديد من اطراف التحالف بالتغيير الجزئي شرط مشاورة القوى، وبالتغيير الشامل شرط ان يشمل الجميع..

كذلك اعلن التحالف الكردستاني موقفه انه سيقبل بتغيير جزئي شرط ان يكون هو من يختار بدائله، واذا ذهب السيد رئيس مجلس الوزراء الى تغيير شامل فيشترطون ان يشمله ايضاً. والامر نفسه بالنسبة لاتحاد "القوى العراقية" و"الوطنية" للدكتور علاوي.. كقوى لها تمثيلياتها وكتلها البرلمانية، وهكذا بالنسبة لبقية القوى او معظمها. فهل هذه بداية حل الازمة؟ وحصول الجميع على بعض مطالبه والتراجع عن بقيتها، او على الاقل تأجيلها.

هناك ما يشير الى ذلك. فالتيار لم "يكتسح" الخضراء، وقد يكتفي حالياً بدخول نوعي بشخص السيد الصدر وتشديد على المعتصمين بعدم التحرك، مع تقديم عدة مرشحين للوزارات التي قد يشملها التغيير. فعقدت اجتماعات بين الكتل في البرلمان، وحدد يوم الخميس لتقديم الاسماء، وهناك بالمقابل مؤشرات ان السيد رئيس الوزراء قد يذهب فعلاً الى البرلمان خلال الايام القادمة ليشرح موقفه ويقترح تغييرات جزئية قد تتناول 25-50% من كابينته تقريباً.. فاذا كان الامر كذلك، وتماشى الاخرون مع هذه السياقات او التفاهمات الجزئية، ولم تحصل مضاعفات ومفاجئات، فيمكن للمرء ان يقول ان نصف المشكلة التي صنعناها بايدينا، قد تفككت.. في حل ما زالت مسارات نصفه الاخر غير واضحة.. فما لم نلتقِ على برنامج العمل المشترك في حده الادنى، الممكن والمعقول والقابل للتطبيق، فان بعضنا سيقول "هسة بدينا"، وطرف قد يعود ويصر على التغيير الشامل وتجاوز القوى السياسية، وثالثة ورابعة، لكلٍ مطاليبها وحساباتها، ولها ادوارها في الساحة، ناهيك عن القوى التي كانت تأمل في الحصول على شيء ما ولم تحصل عليه، دون الكلام عن مثيري الفتن واللاعبين بالماء العكر الذين سيعملون المستحيل لابقاء اجواء الفوضى والانقسام واضعاف الحكومة والدولة.

فاذا كانت كل هذه الجهود قد اثمرت مشكورة حلولاً لنصف المشكلة، والمتعلقة بالتعديلات الوزارية، فستنتظرنا اشكالات النصف الاخر والمتعلقة ببقية المواقع والتشريعات وغيرها من امور تم تأجيلها لمرحلة لاحقة.. بل ستبقى امامنا ازمة البلاد الكبرى، التي ان لم نجعلها همنا الاول، فسنتجه الان ومستقبلاً نحو مزيد من الازمات، سيحاول كل منا ان يتنصل منها ويرميها على الاخر.. فنستمر بصنع الازمات لانفسنا وللبلاد. فلقد آن الاوان ان نعترف باننا جميعاً مسؤولون عما حصل وما سيحصل، والاكثر فينا سلطة وقراراً هو الاكثر مسؤولية.. فما لم يمسك اصحاب القرار والقوى السياسية زمام الامور، وفق مبادىء الشرعية والعدالة والدستورية..

وما لم تصلح القوى من حالها وتجدد نفسها لتواكب مرحلة بناء المجتمع والدولة، وما لم تتفهم مطالب الشعب وكيفية خدمته.. لتتحول من قوى تجيد المعارضة واسقاط الاخرين لتستفرد بالسلطة الى قوى تجيد الحكم وادارة الدولة وحماية حقوق المواطنين العامة والخاصة.. وتحترم الدستور والمؤسساتية وتوحد البلاد والشعب ومكوناته، وتتوجه الى المهام الكبرى لارساء الامن والاصلاح والاستقرار، فان المقدمات التي صنعت هذه الازمة ما زالت كلها قائمة، ومتفاعلة، وستعود الازمة او الازمات، بتداعيات اكبر واخطر من الحالية.

عادل عبد المهدي
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك