أنور السلامي
البذل والعطاء والتضحية بالنفس, كلها صفات محمودة, والقادرين على إتيانها بالمعنى الحقيقي قليلين , إن من يهب حياته, وماله لأجل مسمى ما يعتقد به وبعدالته, يمكن إن نطلق عليه صفه المجاهد, لماذا ..؟ لأنه لم يدخر جهده وأحاسيسه وكيانه إلا لأجل قضيته , وخاصة عندما لا يكون عليها أي غبار أو منفعة شخصية .
القليل قادر على التحلي بروح الشجاعة, والوقوف بوجه الطغاة ومقارعتهم مقارعة الإبطال, بمختلف الأساليب تارة بالوعظ والإرشاد ,وتارة بالمال, وختامها بالنفس , ظروف صعبة يمر بها المجاهد, منها الصبر سنين, تطول أو تقصر, للوصول لغاية معينة ألا وهي إسعاد الآخرين, قد لا تتحقق, فانيا عمره, في الغربة لتطوير قدرات أنصاره والتخطيط وتحمل المصاعب من أجل أناس, البعض بل اغلبهم يجهل حقه, ويبخسون تضحياته بل يعيشون ويمارسون حياتهم الطبيعية , رغم علمهم إن الجهاد, يتحتم عليهم عندما يتطلب الأمر ذلك.
يا عراق كاد الأمر وشيكا, لتحقيق الحلم الكبير, في إقامة دولة ممهده لدولة العدل الإلهي, نعم كاد وشيكا, ولكن سحابه سوداء , دمرت الجهد الكبير الذي بٌذلْ, وعلى ثلاث مراحل الأولى: لآية الله محمد باقر الصدر(قدس سره), الذي حاول إيقاف المْد الشيوعي والبعث, في النجف الاشرف, وذلك بتشكيل حزب الدعوى الإسلامي, وعلى إثرها قضى الشهيد السعيد آية الله محمد باقر الصدر(قدس سره), وكانت مرحلته مهمة للوعظ والإرشاد الديني وكذلك فتْح عيون الناس, على حقيقة طاغية العصر صدام في حينه .
المرحلة الثانية: كانت على جبهتين, الأولى داخل العراق وتمثلت بحركة الشهيد السعيد آية الله محمد محمد صادق الصدر(قدس سره), الذي عمل على الوعظ والإرشاد أيضا, وأضعاف أركان النظام البائد من خلال إقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة, الذي على إثرها نال الشهادة , والمرحلة الثالثة: الجبهة الثانية خارج العراق, لقد بقى الأمل كبيرا ومعلقا على آية الله الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم(قدس سره), الذي لعب الدور الأكبر والاهم منذ بداية الحركة ضد النظام ألصدامي , مع آية الله محمد باقر الصدر(قدس سره), في تشكيل حزب الدعوى, وكذلك جهاده في المهجر, حيث شكل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وفيلق بدر, الذي واجهة النظام الصدامي, بشكل عملي على جبهات القتال, وكذلك واكب حركة الشهيد السعيد آية الله محمد محمد صادق الصدر(قدس سره), ليٌختمَ الجهاد بالنجاح على يديه, في إسقاط الطاغية صدام, بالحقيقة لم تكن غاية السيد الشهيد السعيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) إسقاط النظام فقط, بل كانت نظريته أوسع من ذلك, ألا وهي إقامة ولاية الفقيه في العراق.
شعرت بعض الدول عربية وإقليمية بخطر كبير على مستقبلهم في العراق والشرق الأوسط , وخاصة لو قامت دولة على غرار , الدولة الإسلامية في إيران, إنه خطر كبير , على إثرها استشهد الشهيد السعيد آية الله محمد باقر الحكيم(قدس سره), طاويا صفحات طويلة من الجهاد, نعم لقد اغتيل المشروع الإلهي بعد ولادته.
https://telegram.me/buratha