يفاجأ المرء بعدد الاحزاب التي يطل قادتها من القنوات الفضائية بين الفينة والاخرى.. ويفاجأ اكثر عندما يسمعهم يعلنون بصوت عال ( نحن نريد كذا ) و ( لانريد كذا).. أو اننا ننسحب من الوزارة أو نعوداليها، أو نتخذ موقفاً، بين بين، يتيح لها الاحتفاظ بالراتب ويكفيها شر المسؤولية وتحمل اوزارها وانه من المفجع ان افراد الحماية لرئيس الحزب اكثر عدداً من منتسبيه.. ..
والامر المفجع الاخر ان قوام الحزب هو الرئيس وعدد من اولاده وليس كلهم حيث غالبا يوزع الاولاد بين السياسة والتجارة وقد يضاف لمنتسبي الحزب بعض الاصهار والاقارب وهواة الولائم من الاصدقاء. أما الوجود الحقيقي للحزب،وهذا هو بيت القصيد، فانه لا يعدو موقعا على (الانترنيت) ترسل له التصريحات العنترية، والمواقف التي تبشر بان الحزب سوف يكتسح العالم بفكره الواضح ومنهجه ( النير). أما كون الفكر والمنهج لا يلامس الحياة من بعيد أو قريب ولا يتصل بامال الشعب العراقي وهمومه فتلك قضية ليست عند هؤلاء بذات شأن. وأما عن وجود الحزب فيما يطلق عليه الأن في أدبيات السياسة (الشارع العراقي) فهو صفر على الشمال فلا أحد من المواطنين يعرف الحزب، وليس هناك من يتعاطف معه، وليس للحزب حزام جماهيري حتى لو كان ملائما لغيداء حباها الله بخصر يصح عليه قول السيد الجليل محمد سعيد الحبوبي رحمة الله : القى الوشاح على خصر توهمه فكيف يوشح بالمرئي موهوما ؟ لكن أحد (المجاهدين) وما اكثرهم هذه الايام، والذي يملك هوالاخر موقعا على الانترنيت خصص حيزا مهما من (الموقع) لشتيمة كاتب هذه السطور ان هذا (الشيخ المجاهد).. لملم حوله جبهة اتسعت لعشرات الاحزاب والحركات والتي استلت اسماءها من كتابي ( الملل والنحل ) و ( الفرق بين الفرق ). وانا اشك بان مجموع المنتمين لهذه العشرات من الاحزاب (المؤتلفة) يتجاوز النصف الف هذا مع اضافة كافة أفراد العوائل اما الذين يعرفون هذه الاحزاب فهم وحدهم هواة الانترنيت الذين ينقبون في شبكة الحاسوب اناء الليل واطراف النهار وحتى يتجاهلون دعوات امهاتهم لتناول الغداء أو العشاء.
أما الغرض من تأسيس هذه ( الاحزاب ) و ( هذه الجبهات ) فانه اثبات الموجودية على الانترنيت لغرض الارتزاق، والحصول على الجاه. والان فان كان الواحد منكم مدينا للاخرين..، وضاقت امامه سبل العيش،أو اراد ان يكسب المال ربما بالملايين فليؤسس له حزبا،. ولا يحتاج لا الى دستور..، ولا الى منهج،.. ولا الى جماهير، كل ما يحتاجه هو موقع على الانترنيتوكفى الله الحزبيين القتال.واللبيب من الاشارة يفهم..
https://telegram.me/buratha