بعد أن استنفرت الجماهير الشعبية قواها للتظاهر أسبوعيا وعلى مدى سنة تقريبا للمطالبة بأجراء إصلاحات على الحكومة الاتحادية وعلى مجالس المحافظات والبلدية في الاقضية والنواحي وتقديم الفاسدين إلى القضاء والإطاحة بالفاشلين ونبذ المحاصصة الحزبية في التعيين ، لم تفلح تلك الجماهير أن تؤثر بالشكل القوي اتجاه مطالبها عدا بعض الإصلاحات الطفيفة التي أجريت على الكابينة الحكومة وإصدار بعض القرارات التي تراجع عنها بعد حين مصدرها والسبب الرئيسي عدم وجود قوى مؤثرة على الشارع الجماهيرية تستطيع أن تحشد لتملئ الشوارع والساحات بالمتظاهرين .
فجاءة شمر التيار الصدري سواعده ليطلق عنانه نحو التحشيد الجماهيري الشعبي بعد أن كان يراقب المشهد السياسي والحكومي الإصلاحي ورفض الشعب تلك الإصلاحات الترقيعية ، فدعا إلى تظاهرة مليونية في ساحة التحرير في بغداد لتخرج معه كل الجماهير التي ترفض المحاصصة وتطالب بمحاكمة الفاسدين وإجراء إصلاحات حقيقية تكون ملموس على أرض الواقع وليس إصلاحات ترقيعية هنا أو هناك لان الشعب قد سأم من سياسية الحكومات المتعاقبة التي دارت دفة الحكم بعد عام 2003 .
إن التفاف الجماهير خلف التيار الصدري بمختلف الانتماءات السياسية والمذهبية يدلل على إن التيار قادر أن يحقق مطالب الشعب بالضغط الجماهيري على الحكومة وعلى البرلمان لتشريع القوانين تصب في صالح أبناء الشعب العراقي .
لقد قالوا من قبل أن ثورات الشعوب لن تمت وبالفعل إن ثورة الشعب الإصلاحي لن تمت لان التيار الصدري استطاع ان يوقد فيها روح التحدي والمطالبة بالحقوق ويعبر بها الحواجز والأسلاك الشائكة إلى المنطقة الخضراء ليحط الرحال على أبوابها وينصب الخيام والسرادق ليقول للفاسدين والفاشلين ( هنا نحن هنا ) لن نخرج إلا بتحقيق جميع المطالب .
لقد حاول بعض المرتجفين ان يرفع صوته عسى أن يسمعه رئيس الوزراء بأن تلك الاعتصامات مخالفة دستورية لدفعه إلى ضرب المعتصمين بالقوة ،ولكن ذلك الصوت المرتجف لم يسمع إلا بحدود المكان الذي هو فيه ..فالجماهير تقول ( اليوم .. اليوم .. وليس غدا ) تحقيق جميع مطالبها .
لقد أثبت التيار الصدري بأنه قادر أن يقود ويحرك الشارع ويشعل الروح الوطنية للعراقيين بثورة سلمية تهز عروش الفاسدين والفاشلين الذين دمروا البلاد ووصلوا حال الشعب إلى الجزع من تلك الشخصيات الضحلة التي لا تعرف كيف تدير البلاد عدا هما أن تنهب خيرات البلد .
ثورة الشعب الإصلاحية تبقى متوهجة بروح أبناء الشعب الوطنيين المخلصين له بكافة قومياته ومذاهبه وأطيافه لتخليص البلاد من الفاسدين وإجراء إصلاحات حقيقية يلمسها أبن الشارع على وضعه الاقتصادي والسياسي والصحي والتربوي وغيرها من المجالات .
مبروك للتيار الصدري قيادته لثورة الشعب الإصلاحية .. ومبروك لصمود المعتصمين على أبواب المنطقة الخضراء المحصنة .. ومبروك لأبناء الشعب حراكهم ضد الفاسدين ونبذ المحاصصة وإجراء الإصلاحات ..
عاشت الروح الوطنية لدى كل من ينظر لهذا البلد والى أبناءه بنظره ثاقبة نحو مستقبل زاهر ومطمئن .
عاشت الروح الوطنية لدى كل من ينظر لهذا البلد والى أبناءه بنظرة ثاقبة نحو مستقبل زاهر ومطمئن .
https://telegram.me/buratha