لا يخفى على المتطلع ما جرى في حلبجة في ثمانينات القرن الماضي، أيام صولة صدام على حلبجة وضربها بالكيماوي، الذي خلّف عشرات الضحايا والمعاقين، وكانت بحق جريمة ضد الإنسانية لأنها تعتبر إبادة جماعية لمكون تم سلب حقوقه ومصادرتها.
الإرهاب التكفيري المستمد من دين عبد الوهاب، الذي يروج له دين آل سعود ودويلة قطر واللوبي الصهيوني الجديد تركيا، قام بقصف منطقة تازة بالكيميائي، وكانت النتائج الأولية كارثية، مع الصمت الدولي والحكومي المستغرب، بينما وقفت الجمهورية الاسلامية في إيران وقفتها المشرّفة، بإرسال مفرزة طبية لمعالجة المصابين .
نقلت القنوات الفضائية حادث تفجير مطار بروكسل بكل تفاصيله ولحظة بلحظة، وتتصدر القنوات قناة العربية الحدث! وكأن المصابين من سلالة الانبياء، والدولة كأنها دولة العدل الالهي، والعراق غير معني بالأمر، لأنه لا يستحق أن يذكره الأعراب، وما ناله الإرهاب التكفيري من خراب ودماربكل مفصل من مفاصل الحياة اليومية، وهنا يكمن السؤال! لماذا تتسابق القنوات العربية بنقل أبسط خرق أمني وتفجير؟ بينما تنخرس السنهم عندما يكونون الضحايا عراقيين! فهل دماءنا رخيصة لهذا الحد، أو أننا غير محسوبين على بني البشر، أو أننا لا نستحق أن نكون حالنا كحال مواطني أوربا، وغيرها من المدن الآمنة، أو أننا مقصودين بالإبادة بموافقة كل الدول، التي صمتت عندما قصفت المجاميع الإرهابية لمنطقة تازة بالمواد الكيميائية !
عندما أمر صدام بقصف منطقة حلبجة بالمواد الكيمائية، كان من المؤكد بموافقة الدول الكبيرة، والتي هي اليوم اللاعب الأكبر بالعملية السياسية، بل وتم التغطية على تلك الجريمة، ومنع تداولها عبر القنوات الإعلامية العالمية، لبيان حجم المظلومية والمجزرة التي كان ضحيتها المواطنين العزل !.
ياليت المسؤولين العراقيين يقفون اليوم على المنصات، ويبكون كما بكت وزيرة المجموعة الأوربية أمام الصحفيين، ولم تُكمِلْ المؤتمر الإعلامي المقام! متأثرة بالضحايا الذين لا يتعدون أصابع اليد الواحدة، بينما يتم تفجيرنا يوميا بالعبوات الناسفة والسيارات الملغمة، ويتم قتل الآلاف من العراقيين يوميا! يقابله الصمت من هؤلاء الذين يتباكون اليوم أمام عدسات الإعلاميين !
أيها السياسيون المحسوبين علينا، هل قمتم بواجبكم أزاء الضحايا من منطقة تازة؟ أو هل سعيتم بتدويل القضية وجعلها من جرائم الإبادة الجماعية، سيما وأنتم منتخبون من قبل هؤلاء الضحايا، وغيرهم وأنتم اقسمتم أن تكونوا عونا لهم، وتمثلونهم تحت قبة البرلمان !
https://telegram.me/buratha