زيارة الرئيس الامريكي الى هافانا لمدة ثلاثة ايام تمثل اول زيارة لرئيس امريكي الى كوبا منذ عام 1920. والتي نبه فيها بعدم احقية واشنطن في التدخل في الشؤون الداخلية لكوبا لانه بلد مستقل ومن خلال ذلك نشهد استكمال تطبيع وتوطيد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وقد تم فتح السفارة الامريكية في هافانا من قبل وزير الخارجية جون كيري يوم الجمعة ا 14 أغسطس/آب 2015 العام الماضي وكانت الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ عام 1945.. يعني انتهاء أكثر من نصف قرن من العداوة الطويلة بين الولايات المتحدة وكوبا ، مع استعادة البلدين علاقاتهما الدبلوماسية بشكل كامل. وكانت ومضات عودة العلاقات بين الدولتين قد بدأت في ديسمبر/كانون الأول عام 2014 بعد أن أفرجت سلطات الكوبية عن المواطن الأمريكي ألان غروس الذي كانت تحتجزه، بدورها خففت واشنطن القيود التي سبق أن فرضتها على التجارة الثنائية مع كوبا كخطوة اولية متقابلة ،
و بعد ان شهدة لحظات تاريخية مع اقتراب الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" ونظيره الكوبي "راؤول كاسترو" من صنع السلام، وبعد مصافحة أنست الجميع الماضي السيء والشتائم المتبادلة والمواجهات التي خاضها الساسة في السنوات السابقة والتي تمتد الى اكثر من 70 عاماً
الحدث الأبرزهذا العام لأمريكا اللاتينية هو تطبيع العلاقات بين هذين البلدين ، بعد ان تمكنا الطرفان من إحراز تقدم نحو حل العديد من القضايا التي تهم البلدين، من الذي تم في المباحثات بين الدولتين يظهر أنه من الممكن إيجاد الحلول للعديد من المشاكل الثنائية بعد ازالة الكثير من المطبات والعوائق بحسن نية وثقة ، و يمكن العيش معًا بطريقة متحضرة على الرغم من الخلافات.وبوسع البلدين أن يكوّنا صداقة قوية، وهو ما يجعلهم شعوبهم سعداء، ولكن الخشية أن تحاول الحكومة الأمريكية السيطرة على البلد و عزل كوبا عن فنزويلا وروسيا والصين وثم تغيير النظام السياسي في الجزيرة
الانفتاح مطلوب، ولكن يجب أن تظل حرية واستقلال كوبا الاهم.وهذا ما قد نوه عليه الرئيس الامريكي اوباما "تغيير المسار بشأن السياسة الخاصة بكوبا مع الحفاظ على التركيز على هدفنا الرئيسي بدعم تطلعات الشعب الكوبي من أجل الحرية .وبالمقابل تتحدث كوبا عن ضرورة رفع جميع القيود المفروضة عليها كمقدمة لتطبيع العلاقات فعليا، كما تصر هافانا على دفع تعويضات للشعب الكوبي عن الخسائر التي تكبدها بسبب الحصار الاقتصادي الأمريكي، وقدر الخبراء الكوبيون حجم تلك التعويضات بأنه ينبغي أن يتجاوز 100 مليار دولار اذا وفت الولايات المتحدة الامريكية بوعودها وتعهداتها ولكن على العموم ان المعطيات خلال 70 عاماً دفعت الولايات المتحدة لإدراك أهمية الحفاظ على نفوذها داخل كوبا بصورة تحول دون وصول أنظمة حاكمة معادية لها، أو ارتباط هافانا بقوى خارجية يمكن أن تشكل تهديدا للمصالح الأمريكية. هذه المسلمات تفسر الطريقة التي كانت من خلالها تتدخل واشنطن في كوبا لإقامة أنظمة حكم موالية لها. وكان من أبرز هذه الأنظمة نظام الرئيس فولجنسيو باتيستا الشهير بتحالفه مع الولايات المتحدة، والذي تمت الإطاحة به في عام 1959، ليتولي بعده فيدل كاسترو مقاليد السلطة، ومعه تدخل العلاقات الأمريكية- الكوبية مرحلة جديدة.
كان ميزان القوى يميل بدرجة ما لمصلحة الولايات المتحدة، فالاتحاد السوفيتي كان يفتقر إلى أسطول قاذفات طويلة المدى تستطيع أن تصل لأهداف بعيدة، في حين تمتلك الولايات المتحدة الخبرة العسكرية الكافية في القصف بعيد المدى. وخلال عقد الخمسينيات من القرن الماضي، كانت واشنطن تمتلك قوات جوية داخل أوروبا، والتي كانت بمنزلة تهديد للاتحاد السوفيتي. ووصول كاسترو-للسلطة في كوبا خلق مخزونا هائلا من التمايزات الأيديولوجية اليسارية وعلى رأسها الافكارالماركسية عززت الصراع الأمريكي- الكوبي، خاصة مع التحالف الذي تم بين النظام الكوبي والاتحاد السوفيتي (السابق)، والذي جعل كوبا محطة مهمة من محطات الحرب الباردة. في هذا الإطار، يطرح أزمة الصواريخ الكوبية للتدليل على الكيفية التي تداخلت من خلالها كوبا في معادلتها .في هذا الجو وجد الاتحاد السوفيتي في كوبا موضعاً استراتيجياً مهما يمكن الاستفادة منها عبره نشر الصواريخ، وتهديد الولايات المتحدة. بعد ان نجحت موسكو حينها تطوير صواريخ متوسطة المدى،
وكانت واشنطن تنظر الى كوبا بموضع التهديد الاستراتيجي في المنطقة كونها بالأساس من مناطق النفوذ التقليدية لها. التقارب الحالي سيجلب على الأرجح تحولًا اقتصاديًا كبيرًا في هافانا، وحمل بالفعل التفاؤل والأمل للكثير من الكوبيين الذين يعانون منذ سنوات من وضع بلادهم الاقتصادي الصعب.
https://telegram.me/buratha