تعالى صوت نقابة المعلمين حول أموال صندوق التربية الذي أنشئ من اجل دعم المعلمين والمدرسين المحتاجين لدعمهم في حال تعرضهم لظروف قاسية . فقد أنشئت وزارة التربية ( صندوق التربية ) باستقطاع من رواتب الهيئات التعليمية والتدريسية وتكوين لجنة مشرفة على هذا الصندوق تأخذ على عاتقها صرف الأموال وفق الشروط الذي أنشى من أجله الصندوق .
لقد لاحظنا كثيرا من البيانات الصادرة من النقابات المعلمين الفرعية وكأننا نعيشه في دويلات مقسمة كل نقابة تظهر أمام جماهير المعلمين بأنها أفضل من الأخرى ، بل العكس نجد أن الأمر يخص نقابة المعلمين المركزية وعليها أن تأخذ دورها اتجاه حقوق المعلمين وليس الفوضوية في إطلاق العنان لكل نقابة فرعية في إصدار بيان وكأن الأمر يخصها فقط .
أن تبذير أموال المعلمين في أمور ليس مخصص لها وصرفها في غير وجهتها تعتبر سرقة وعلى كل الجهات المحافظة عليها سواء كانت وزارة التربية او المديريات العامة لتربية او نقابات المعلمين .فأن هدر وتبذير أموال المعلمين وصرفها في الإمكان غير المخصصة لها لا تقبلها جماهير المعلمين وسوف تكون لهم موقف اتجاه ذلك .
وفي خضم حملة محاربة الفساد ظهرت نقابة المعلمين بيان يدين تصرف وزارة التربية بتخصيص مبلغ من أموال ( صندوق التربية ) إلى نادي الكرخ الرياضي ، وهذا بحد ذاته مرفوض جملة وتفصيلا . ولكن على نقابة المعلمين ان تنتبه الى نفسها وتحاسب نفسها أولاً على أموال المعلمين في نقابة المعلمين منذ 2003 ولحد الآن لم يعرف مصيرها ولا توجد جهة رقابية تدقق في تلك الأموال التي تجمع من أجور الأبنية والمحلات التجارية والشقق السكنية وبدل الاشتراكات التي تجبى من المعلمين مقابل اشتراكه في النقابة ، فأن المثل الشعبي ينطق عليهم ( يعلمهم على الصلاة وهو ما يصلي ) .
أن بعض نقابات المعلمين دعت رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي إلى تغيير وزير التربية ضمن حملة الإصلاحات والسبب الرئيسي بهذه الدعوة هو ليس المحافظة على أموال المعلمين بل ان الوزير يعرف جيدا ان نقابة المعلمين غير شرعية لذلك لا يتعامل معها ، بل يتعامل مع كل المنظمات والروابط التي تهتم بالشؤون المعلمين ، وهذا ما لاحظناه بالأمس عندما التقى مع نخبة من المعلمين والمشرفين والمدرسين واستجابة لجميع مطالبهم واصدر بيان بذلك ونشرت في الإعلام واطلع عليه جميع المعلمين ، لذلك بدأ نقابة المعلمين تبحث في ( المخونات ) عسى أن تهيج المعلمين اتجاه وزير التربية ، ولكن الشارع التربوي عرف غايات نقابة المعلمين التي تخص منافعهم الشخصية بتعين أبنائهم وأقاربهم ، والشارع التربوي ينبذ ذلك .
إن جماهير المعلمين تسعى اليوم الى سماع صوتها من قبل رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي على إلغاء نقابة المعلمين وإعادة الانتخابات وفق تشكيل لجنة مركزية تشرف على الانتخابات وإصدار تعليمات جديدة تتناسب مع التغييرات الديمقراطية التي يعيش بها البلد وليس وفق قانون نقابة المعلمين البعثي الذي يكرس الشخصيات وبقائها على دفة القيادة الى اليوم المحتوم .
إن من يدعو إلى محاربة الفساد عليه أولا ان ينظف بيته من ذلك الفساد وينطلق بوجه ابيض إلى جماهير المعلمين ويصدر البيان تلو البيان ، ويحث المعلمين الى الوقوف الى جانبه لا أن يدعو الى محاربة الفساد وهو واقع في بئر الفساد .( طبيب يداوي الناس وهو عليل ) .
https://telegram.me/buratha