المقالات

صديقي والموظفين الاربعة واصلاحات العبادي

1481 12:52:21 2016-03-16

كيف احوالك؟ بادرته، اجاب مازلت في المقبرة، اي مقبرة قال دائرتي، ضحكت بتساؤل لما هذا الوصف؟ قال سأشرح لك؛ انا اسكن في غرب بغداد، دائرتي تقع في جنوب بغداد، لدينا خط لنقل الموظفين، عددنا اربع موظفين، و بقدرنا او قريب، تقلهم الخطوط من مناطق اخرى، نخرج من بيوتنا الساعة السادسة صباحا، نعود في احسن الاحوال الساعة الرابعة عصرا، هذا ان رحمتنا الطرق من زحامها، كل مانقوم به، اننا نتناول الافطار، لننتظر صلاة الظهر نؤديها، لنتهيأ للبصمة، بعدها تأتي خطوط النقل لنعود ادراجنا الى البيوت، عملنا مختبري، يمكن ل10%منا القيام به، وخلال ساعة او اثنين في ذروته، تجرى في دائرتنا تجارب كلها بطر، يحصل من خلالها بعض الافراد القاب علمية،من خلال نشر هذه اليحوث في النشريات المختصة، بأمكانات الدولة، دون عائد او منفعه لها.

لم اشهد منذ سنوات، اي تجربة عالجت مشكلة او لامست واقع البلد.
ماذكرته اعلاه، يعني خسارة اموال كأجور لخطوط النقل التي يتراوح اعلى عدد لراكبيها 7 موظفين، لايمكن دمجها بالنسبة للمناطق القريبة من بعضها، لان هذا يؤدي الى التأخر عن الحضور والبصم، الذي ينتهي عند الثامنة والنصف صباحا، بعد السابعة صباحا.
دائرتنا فيها عشرات الدوانم متروكة بور،تصارع الملوحة، حاولنا اقناع المسؤولين على القيام بزراعتها من مالنا الخاص، وبهذا نشغل وقتنا ونساهم في توفير المحاصيل والتخفيف عن الاسواق ومساعدة انفسنا، ونحي الارض.

الجواب ان الارض ملك الدولة، ولايحق لنا استخدامها لغير غرضها، اجبنا اذن لتؤهلها الوزارة ونبدا العمل بها، لاتوجد تخصيصات! امنحوها لمستثمر، هناك خطط لذلك ومنذ سنوات، ولانعرف متى تنفذ الخطط؟! اذن الايحق لي ان اسميها"مقبرة".
دائرتنا ومثلها عشرات الدوائر؛ تعني اموال تهدر بلاعائد نقل، اندثار ابنية واثاث والمولدات، زحام بالطرق، هدر في الوقت والجهد بلامقابل. 

طرحنا مقترح على المعنيين بأن يتم منحنا درجاتنا الوظيفية وتخصيصنا المالي، لننتقل الى دوائر قريبة من سكننا، او تنسق لنا دائرتنا مع دوائر في وزارات اخرى قريبة من تخصصنا، ننسب لها، او ليكن الدوام 50%، وتمديد وقت البصمة للمناطق البعيدة، لدمج الخطوط، بلاطائل.
كل هذا سببه وكيل وزير غبي وبالوكالة،يسابق الزمن ليؤمن مستقبلة، قبل ان يزال، ومدير عام لاابالي.
الوزراء الذي تعاقبوا على ادارة الوزارة، طرح احدنا عليه هذه المقترحات، وجه وكيل الوزير بالتنسيق مع المدراء العامون لغرض اعداد دراسة لمعالجة هذه الكارثة، عوقب زميلنا الذي تجرأ بالحديث للوزبر، والدراسة لم تعد والوزير تم ترشيقة! 
هذا حال الدولة العراقية التي عصبها الدرجات مادون الوزير، وهم بين غبي وبين فاسد وبين غير معني الا بالامتيازات، ميزتهم الوحيدة، الانتماء لحزب الحاكم او مرضي عنه من قبل هذا الحزب.
السيد العبادي طرح الاصلاحات تلو الاصلاحات دون ان يعالج من كانت هي الداء،رشق ودمج وزارات بدون برنامج وخطة مسبقة، رفع اليوم شعار التكنوقراط دون ان يعي المشكلة وموطن الخلل.

مشكلتنا مابعد الوزير، مشكلتنا بالرؤية الغائبة التي تضع المصلحة العامة قبل كل شيء، مشكلتنا في قوانين بالية، تعطل اي خطوة للامام، مشكلتنا في اليات وروتين دمر كثير من مقدرات البلد، مشكلتنا في كيفية ادارة الموارد البشرية، التي غصت بها دوائر الدولة، بلا عمل ولا انتاج، مشكلتنا في مسؤول غير مؤهل ينتظر اقالته بأي لحظة، كونه دخيل على المنصب وليس اصيل، عذرت صديقي عندما اسمى دائرته " المقبرة"، ويأست من اصلاحات اعلامية غايتها التعمية على الحقيقة، وذر الرماد في عيون شعب اصبح ريشة في مهب ريح التصريحات الفارغة، واعلام الشيطان الذي خلط الاوراق، لدرجة يصعب معها تمييز الصالح من الطالح..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك