المقالات

عراقي يصارع كل العراقيين..!/ قاسم العجرش

1584 17:09:34 2016-03-12

قاسم العجرش

 يوم دخلت قوات الأحتلال الأمريكي الى العراق، كانت سرفات دباباتها تنهب الأرض نهبا، وبدت الصورة؛ وكأن البلاد خالية من جيش، يقف لسويعات على الأقل.

كانت دبابتان فقط من نوع الأبرامز، قد دخلتا الى بغداد، حيث وصلتا أولا الى تقاطع ام الطبول، ثم توجهتا الى قرب مستشفى اليرموك حيث وقفتا قليلا، ثم ما لبثتا أن واصلتا سيرهما ال عمق المدينة، حيث توقفت إحداهما فوق جسر الجمهورية، تماما في وسطه، لتطلق طلقة الأنتصار المزعوم، على فندق الشيراتون..

حصل ذلك؛ في لحظة التي كان فيها محمد سعيد الصحاف، وزير أعلام صدام يعقد مؤتمرا صحفيا، يتحدث فيه عن هزيمة "العلوج"، وهو الأسم الذي أطلقه على القوات الغازية.

هذه المقدمة الإستعادية، لنبين أن المحصلة النهائية لما جرى في العراق، كانت خروج قوات الأحتلال الأمريكي عام 20011، بطريقة معاكسة تماما، للطريقة الأستعراضية التي دخلت فيها، لأنها لم تعد قادرة على البقاء ساعة واحدة أكثر، وأكتشفت أن ثمن البقاء، سيكون أكثر تكلفة من ثمن الأحتلال، وأكتشفت أيضا، أنها لم تعد قادرة على الأدارة المباشرة، لعملية التحول التاريخي في المنطقة، والذي جائت الى العراق من أجله.

بالنتيجة فإن الحقيقة تفيد؛ بأن كثير من مفاصل العملية السياسية في العراق، خرجت عن يد المحتل، تلك العملية التي تصور أنه أحكم تصميميها، وفقا لمتطلباته وأحتياجاته وأهوائه؛ لتخدم مصالحه.

النتائج لم تكن مثلما أراد المصمم، وتحولت أتجاهات الريح، بما لا يخدم أبحار السفينة بربان أمريكي، كما أن المؤشرات والمعطيات في المنطقة، أعطت مؤشرات الخروج عن السيطرة، و"الثورات" التي مكننتها، آلات التخطيط الستراتيجي الغربية والأمريكية، خرجت هي الأخرى عن التحكم والسيطرة..ولذلك يجري اللجوء حاليا، نحو الإدارة بطريقة لسيت مباشرة، أي الإدارة من خلال إيدي بقفازات..!

تستعيد ذاكرتنا وإياكم أيضا، أنه في مصر الثورة تعيد بناء أولوياتها، وثبت للثوار أن العسكر ليسوا حماة للثورة، أنهم حماة لأنفسهم وأمتيازاتهم، وها هي تذهب نحو الديمقراطية بثبات، وليبيا ما بعد القذافي، حمم يصيب شررها، أماكن ابعد من ليبيا بآلاف الكيلومترات، اليمن مستنقع الداخل فيه مفقود، والخارج منه مولود، سوريا يبحثون فيها عن سبيل للخروج من مأزقها.. في العراق؛ داعش على وشك الإضمحلال والذوبان..

هذا يعني ان تخطيطهم خاب، وأنهم قد خسروا ولكنهم لم يعترفوا بالهزيمة بعد، ولذلك فهم يعملون بمعونة آل سعود وبقية دشاديش الخليج، على إغراق العراق تحديدا، بحالة واسعة من الفوضى وإنعدام الوزن.

كلام قبل السلام: الحقيقة أن صراعات المرحلة المقبلة، التي يراد لها أن تنشب هنا في العراق، ستأخذ نمطا جديدا، هو نصارع بعضنا بعض، بطريقة تراكمية، حيث كل عراقي يصارع كل العراقيين!

سلام...

 

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك