المقالات

هل ان العراق بحاجة الى طنطل؟!/ قاسم العجرش

3887 09:17:28 2016-03-09

قاسم العجرش

 في بيئتنا الجنوبية، قريبا من القصب وعلى حافات الهور، حيث كنا نعيش، كانت تعيش معنا كائنات إخترعتها مخيلتنا، ثم ما لبث المخيال الشعبي أن تعايش معها، حتى حولها الى حقيقة واقعة.

كان في حياتنا أشياء كثيرة نخاف منها، ولقد كانت حياتنا مستقيمة جدا، بالخوف من أشياء كثيرة، من "الطناطل" و"الكَرطة" والغرباء والأجانب.

"الطنطل" كان أشدها إرعابا للكبار والصغار، يظهر في العتمة، بين الغروب ومنتصف الليل، والى غاية اليوم تجد في كبار السن، من يقسم لك بألف قسم، أنه قد عايش في ليلة من ليالي عمره، تجربة قاسية جدا مع "طنطل"..

كان "الطنطل"  يمتلك قابلية التحول من شكل الى آخر، مرة بساقين طزيليتين، ومرة يتحول الى قنفذ، وتارة الى كائن هلامي.. لكنه في نهاية المطاف، يسيطر على من يستهدفه، سيطرة تامة الى حد الإستعباد..لكن هذه العلاقة تهدأ وتصبح طبيعية، عندما يجلب المُستهدف الخبز "الماصخ" للطنطل!..الخبز "الماصخ" أي خبز بدون ملح..!

"الطنطل" يأكل خبزا بلا ملح، ما يتصوره بعضنا، من أنه ليس ملزما بالوفاء، لمن يتناول الخبز من يده، لكن بعض كبار السن، يقولون أن "الطناطل" كائناة وفية، حتى لو أكلت خبزا بلا ملح، لأنها مالحة أصلا!

"الطنطل"، هذا الكائن المالح،  صريح جدا، صادق أبدا، ما في قلبه تسمعه من لسانه، بلا رتوش أو تزويق لفظي، لا يلف أو يدور، لا يعرف "الشفافية"، لأنه وببساطة شديدة، شفاف كنسمة.

"الطناطل" تلك الكائنات المالحة، وفية حد الإفراط لمن تصبح صديقة لهم، تساعدهم في الحصاد، خصوصا أذا شرعوا بالعمل بعد الغروب، وكان يحمل "كارات" الحطب والزور، بدلا من النسوة، اللائي كن قد قطعنه من شواطيء النهر، "الكارة" هي ربطة حطب، قطرها يزيد عن متر ونصف، تحملها أمهاتنا على رؤوسهن، فيشفق "طنطل" ما على إحداهن، فيحمل "الكارة" عنها.!..لكن الثمن دائما رغيف خبز "ماصخ"!

قصة الملح في حياتنا، أيضا قصة طويلة وذات مغاز كثيرة، الزاد والملح محور علاقاتنا، فهما يعنيان إلتزام أخلاقي كبير، وخيانة الزاد والملح، تعني شيئا كبيرا..

كلام قبل السلام: هل نشتري "طنطلا" كبيرا، نخاف منه حتى تستقيم حياتنا؟!!

سلام.....

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك