ان المرحلة الحالية والظروف الصعبة التي تمر بالكثير من الدول ومن معانات وقلق يشوب الدنيا بسبب الحملة الظالمة لعوامل التكفير وعصابات القتل والتشرذم البعيدة عن الانسانية والتي طالت العديد من البلدان مثل الجزائر وليبيا وتونس واليمن و باريس والدماء الجارية في سوريا وآخرها المملكة الاردنية ، تتطلب التوجه بشكل جدي لتعزيز التسامح والمزيد من الحوار بين الحضارات وهي مسؤوليةٌ إنسانيةٌ مشتركة يتحمَّلها بصورة خاصة، صانعوا القرار بمختلف درجات المسؤولية، والنخب الفكرية والثقافية والقيادات الإعلامية في العالم كلِّه، من أجل المشاركة الجماعية في ايقاف النزيف الدموي والتوجه لبناء السلام في الحاضر والمستقبل، على أسس قوية تصمد أمام الأزمات الطارئة الناتجة عن الأحداث غير المتوقعة التي تمر بالمجتمعات الحالية شأنها أن تهزَّ الاِستقرار الدولي وتروّع الضمير الإنساني.
وما جرى في الجارة الغربية للعراق، من احباطَ مخططٍ تخريبي مرتبطٍ بجماعةِ داعش ضد أهدافٍ مدنيةٍ وعسكرية في البلاد بعد مواجهاتٍ بين قواتِ الأمنِ ومسلحين في مدينةِ اربد شماليَ المملكة (( رغم اننا نشك في حقيقتها وقد تكون مصطنعة وهي تعيش حالة من القلق من تفاقم سوء الاوضاع الاقتصادية وزيادة العجز في الميزانية العامة وتصاعد الدين العام للدولة (30 مليار دولار)، وحالة الغلاء الكبيرة التي تسود البلاد، جراء اقدام الحكومة على رفع الدعم عن المواد الاساسية مثل المحروقات، و الخبز، وفرض ضرائب عالية على سلع اخرى، في محاولة يائسة لسد هذا العجز، ووقف تصاعد ارقام الدين العام ))
إلأ اننا كنا قد نبهنا عليها مراراً وتكراراً وتحدثنا عن مخاطر الارهاب والاطماع التي خطط لها والاردن هو جزء من جغرافية توسعه في المستقبل القريب لوجود حاضنات وارضية رخوة يمكن اختراقها والعمل عليها إلا ان الحكومة في عَمان اعتبرت الامر حربا طائفية تشن في العراق ضد مكون عزيز ومهم يعيش على ارضه بكل محبة مع بقية المكونات ويمثل جناحا مهما واساسيا من فسيفسائه منذ آلاف السنين وظلت حكومة المملكة تسد آذانها عن سماع اصوات القوى الخيرة وتفتح فنادقها وتأوي كل طائفي حاقد وذوي المصالح الشخصية من شيوخ النوادي الليلية وبارات الخمر وتدعم مؤتمراتهم المشؤومة والحاقدة وكان الملك عبد الله يرحب بالوقوف مع تلك المشايخ باعلانه رسميا عن دعم العشائر في شرق العراق وغربه و الذي جاء اثناء لقائه مع شيوخ ووجهاء منطقة البادية العراقية والسورية المحاذية للمملكة الاردنية الهاشمية ، ومهد الى تسليح هذه العشائر، واعادة التذكير بما طرحه قبل سنوات حول خطر الهلال الشيعي، بل والانتقال الى مرحلة اخطر دون المساس بدولة داعش الارهابية .وبؤر الاجرام . ان خطابات العاهل الاردني تأتي دائما معدة لتحقيق اهداف سياسية، داخلية او خارجية والتمهيد لخطوات قادمة، خاصة بالعشائر البدوية التي ما زالت تشكل العمود الفقري للحكم الاردني، وتعتبر مؤسسة سياسية لها كلمة قوية في تركيبة الحكم، وضمان امنه واستقراره واستمراره. وكأنه لايعرف الشعب العراقي الذي أظهر نموذجا رائعا في التماسك الداخلي وتمسكه بشرعيته واستقلاليته و سيادته .
رغم استمرار منهج البعض من المشاركين في العملية السياسية في تأجيج الخلافات بين ابناء الشعب وتشويه حقيقة مايجري في الداخل ونقلها بصورة معكوسة ، ومواصلة قضم حقوقه وزرع الفوضى في حياته لفشلهم في بناء جسور الثقة المتبادلة بينهم، في حين أن الامر المطلوب الآن أن تكون جميع مكونات الشعب وممثليها وقادتها أكثر قدرة على التقارب وبناء الثقة المتبادلة فيما بينهم، ولابد للقوى السياسية وسواها، أن تجتمع معا وتجلس تحت خيمة واحدة وتعطي رسالة واضحة للعدو المتربص بالبلد، بأن الشعب العراقي بأعراقه ومكوناته الكثيرة هو عبارة عن كتلة واحدة، تجمعها روابط كثيرة لا يستطيع بعض السياسيين أن يحرفوها بخلافاتهم ومصالحهم ذات النزعة الذاتية الانانية.
لا يمكن للعراقيين الأحرار أن يسكتوا على تطاول بعض من قادة المشايخ على الحالة السياسية والمرحلة العصيبة الراهنة ومحاولة التدخل في الشؤون الداخلية للبلد تحت ذرائع طائفية مقيتة لايعترف بها العراقي ، بعد اليوم، فالصمت لا يجدي نفعاً إزاء ما يفعله البعض من الطبقة الحاكمة والقوى الشريرة المتحالفة معها، والمناصرة لها. إلى متى يبقى هؤلاء متسلطين وحاكمين، باسم المذهبية، وباسم الطائفة، ضمن عملية سياسية جائرة، أثبتت الأيام ضحلها ورداءتها ؟ .. سوف يمزق الشعب العراقي كلّ الحجب، ليقوم بثورته العارمة ضد بؤر الفساد ويقتلع منها الدخلاء على هذه العملية السياسية. عبد الخالق الفلاح
https://telegram.me/buratha