المقالات

وهم الاصلاح

1362 20:34:40 2016-02-27

الحديث والمطالبة بالإصلاح من قبل الجماهير ، وحتى المتصدين لإدارة الدولة ، هو اعتراف ضمني بوجود خلل لما يراد له الاصلاح ، والشيء الأهم من الاصلاح هو معرفة وتشخيص الخلل ، كما يقال في الادبيات الطبية ان التشخيص الصحيح للمرض هو نصف العلاج ، ومن اول أولويات الاصلاح هو تحديد نوع الإصلاحات ومساراتها وشمولها لكل مكامن الخلل في جسد الدولة ، وبخلاف ذلك سيكون الاصلاح وهماً نعيشه ، لا يمت لواقعنا بصلة 
من يريد تشخيص مكامن الخلل داخل منظومة الدولة العراقية ، عليه ان يوسع من مداركه وشمولية نظرته للمشاكل ، ولا يقصرها بجانب دون اخر ، كون الخلل ممتد في اغلب مفاصل الدولة ، التكنوقراط ، المواقع بالوكالة ، الهيئات المستقلة وجدلية استقلالها ، التشريعات والقوانين التي تعرقل عمل الحكومة ، اضافة الى المشاكل البنيوية للنظام ، والمركزية المقيتة ، وعلاقة المركز بالمحافظات المنتظمة وغير المنتظمة بأقليم ، نقل الصلاحيات ، والنظام الاقتصادي للبلد ، ........ الخ 

من يقصر الخلل بعدم وجود التكنوقراط ، ويجعل الحل الوحيد هو التغيير الوزاري الشامل ، هو اما لا يدرك حقيقة الخلل لقصر نظره ، وعدم معرفته بأدارة الدولة وخفاياها وأولويات الاصلاح ، او هي محاولة للالتفاف على الجماهير والعملية الإصلاحية بجرعات مخدرة للجماهير وبشعارات براقة ، وبكلمات رنانة ، لامتصاص الغضب الجماهيري ، وكسب التأييد ، وتسويق نفسه . 

الاصلاح يجب ان يكون شاملا ً ، لان المشكلة ليست مشكلة تكنوقراط بقدر ما هي مشكلة نظام شامل بكل ابعاده ، نحتاج الى ثورة تشريعية للخلاص من آلاف التشريعات المقيدة والمعرقلة ، التي شرعها النظام المقبور ومجلس قيادة ثورته البائسة ، وكذلك ثورة داخل السلطة القضائية ، وإعادة ثقة الشعب بهذه السلطة ، وإعادة النظر والتقييم لكل ما يوجد في السلطة التنفيذية من قرارات وتعليمات واليات وصلاحيات 

فشل هذه الخطوة في حال استمرارها في تشخيصها السطحي ، وغير الواعي لحقيقة الخلل ، سيؤدي الى فشلها ، وضياع فرصة ذهبية لتحقيق اصلاح فعلي سيصعب الحصول عليها في وقت اخر ، وسيفقد الجماهير الثقة بكل من ترأس هذه العملية الإصلاحية ، وان ادعى بتأييدهم المطلق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك