المقالات

اليمن بين القرار المتأخر والجهل القاتل

1801 20:33:21 2016-02-27

نواب البرلمان الأوروبي صوتوا في جلسة لهم في يوم الخميس المصادف 25/2/2016 بأغلبية 359 صوتاً لصالح فرض الحظر، فيما عارض القرار 212 نائباً وغاب عن جلسة التصويت 31 نائباً آخر .هذه المبادرة تهدف على فرض حظر لبيع أسلحة أوروبية الى السعودية بعد ان أدت الغارات الجوية التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والحصار البحري الذي تفرضه على اليمن إلى وفاة الآلاف وتسبب في زيادة معدلات عدم الاستقرار في اليمن .ودعت بعض دولها في عدم تزويد السلاح وحضره على الرياض .

وقد رحبت اكثرالقوى السياسية الثورية اليمنية وعلى راسها حركة انصار الله بالقرار وان كان القرار متأخر و غير ملزم من الناحية القانونية ويدل على ان هناك من استيقض من نومة وعاد الى ضميره لكن بلا شك هو عامل ضغط من أعضاء البرلمان الأوروبي يأملون من خلاله تحريك الاتحاد وحكوماتها بالتوقف عن بيع الأسلحة إلى بلد وصف بأنه متهم باستهداف مدنيين . والتي تقول الأمم المتحدة إن اكثرمن ثمانية آلاف شخص قُتلوا منذ بدأ اعتداء التحالف الذي تتزعمه السعودية عملياته هناك في مارس آذار من العام الماضي . اما الجامعة العربية في اجتماعها الاخير بشأن الموضوع اليمني رغم انها دعت الى أهمية وضرورة الالتزام الكامل بثوابت القضية ممثلة في الحفاظ على وحدة الارض واحترام سيادته واستقلاله وسلامة ابناءه ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية أو فرض أمر واقع بقوة السلاح والوقوف إلى جانب الشعب اليمني فيما يتطلع إليه من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية والنظام السياسي الذي يتفق عليه وتمكينه ومساعدته من تحقيق التنمية الشاملة التي يسعى إليه.

نراها من جانب اخر تؤيد العدوان المخجل والدعم الكاملين للإجراءات العسكرية ( الاضطرارية ) التي تقوم بها قوات التحالف العربي ابتداءً من عاصفة الحزم "معربة عن املها في إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع اليمن والتصدي لأية أعمال من شأنها تهديد الأمن القومي العربي وأمن دول المنطقة. حقاً ان هذه المؤسسة كانت قد نطقت كُفراً في هذا التناقض والازدواجية في المعايير والتعامل وهو الوصف الأنسب الذي تستحقه ويليق بما يسمى بمنظمة ( جامعة الدول العربية ) أو بما تبقى من أطلالها فهذه الجامعة أصبحت خيالاً ماتت وفقدت كل ما يمكن التعويل عليها بشأن قضايا العالم العربي الذي تُعاني معظم دوله من همها .

لا شك ان ما قامت به السعودية من اعتداء على اليمن هو اعتداء سافر وجريمة تخالف كل قواعد القانون الدولي كما تخالف أحكام الشريعة الاسلامية التي تدعيها انها تحكم باسمها، والغريب ان المعتدين ساقوا الكثير من الحجج لتبرير عدوانهم على مدنيين عزل، وبالطبع تبعتها تحرّكات الماكينات الاعلامية ومعها بالطبع سياسيون وقانونيون ومن رجال دولة باعوا ضمائرهم بالدولار تارة وبالريال تارة اخرى ، ان القصف الجوي على المناطق اليمنية وقتل ابناء هذا الشعب وتهديم الدور والمساجد والمستشفيات والمدارس على رؤوس اناسها دون استثناء هو ضرب واضح لكل معايير القانون والسياسة وحتى العقل، فأي منطق عقلي او قانوني او سياسي يجيز الاعتداء على سيادة الدول والشعوب؟ وبأي معيار قانوني او ديني يبرر الغزاة قتلهم لمدنيين عزّل في اليمن؟ ولماذا يبيحون لانفسهم التدخل العسكري لتغيير وضع سياسي لا يريده هذا الشعب ولم يطلب منهم وفي محاولة ضرب ارادة مواطني اليمن يريدون فرض منهجا سياسيا خارج ارادتهم .

لو تركنا لكل دولة الحق بالتدخل في شؤون دولة اخرى وتحديد ماهية نظامها السياسي سيؤدي ذلك الى ما لا يحمد عقباه في هذا العالم وعندها كل دولة قوية من دولة ذات الهيمنة ستتدخل بشؤون وتعتدي على الدول الاضعف، ما يعني اننا سنعود الى شرعة الغاب كما في القرون الوسطى حيث كانت الدول الكبرى تأكل الدول التي اقل قدرة منها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك