المقالات

السيد العبادي؛ هل لك ان تفكر بنا؟! / قاسم العجرش

1958 09:12:48 2016-02-27

قاسم العجرش

ثمة مفارقة أن الحديث عن الإصلاح، لم يتوقف لحظة؛ منذ أن تشكلت حكومة السيد العبادي، وكان واضحا بناءا على ذلك، أن هذه الحكومة لن يمكن لها الإستمرار، لأنها ولدت مثقلة، بإشتراطات لحظة تكليف السيد العبادي، وهي لحظات كان يقف فيها، مستقبل العملية السياسية على كف عفريت!

الغريب أن الحديث عن الإصلاح، لا يتعلق بهذه الحكومة، بل كان سمة بارزة رافقت مجمل بنائنا السياسي، الذي شرعنا به عقيب إنهاء عصر الإستبداد الصدامي، ولم يمض يوم منذ ثلاثة عشر عاما، إلا وسمعنا فيه حديثا عن الإصلاح..وهذا بالدلالة يكشف حجم الخراب، الذي تعانيه مؤسسات الدولة العراقية.

الأصوات المنادية بالإصلاح، تعلو وتخفت حسب الطقس السياسي، وفي بداية عرس الحكومة الحالية، كان المجتمع السياسي يعيش نشوة تشكيل حكومة، ولذلك خَفَت هذا الحديث، ولم نعد نسمعه إلا لماما، مع أننا جميعا نقول في أنفسنا، أن هناك ضرورات وليس ضرورة واحدة، لإجراء إصلاحات سياسي؛ ثم ما لبثت تلك الأصوات أن علت مجددا، وها هو السيد العبادي يسعى الى تغيير جلده، فما الذي جعل الأصوات المنادية بالإصلاح،  تخفت وتتلاشى ثم تعود بقوة، وما هو الإصلاح المنشود؟!

هناك ضرورة للإصلاح السياسي، ومراجعة العملية السياسية ومخرجاتها، ومن المؤكد أن حلول الترقيع، لن تحقق الهدف المطلوب، إن لم تتوفر إرادة جادة للإصلاح، على محددات وطنية، ليست قابلة للمساومة والتجاذب، بين مكونات الحياة السياسية..ومن المناسب الإشارة الى أن المطلوب، ليس هو الذي يجري الآن، فالساسة يخدعون أنفسهم، إن ظنوا أن التغيير والإصلاح، هو لعبة تبديل وزراء..

تحت العنوان العام، فإننا بحاجة الى إصلاحات شاملة، وليست سياسية أو وزارية فقط، والمطلوب هو أن نُفَعِل ما يجعل الدولة أقوى مما كانت، وأكثر تماسكا، وقدرة على تحقيق تطلعاتنا وآمالنا، وأن تحدد الإصلاحات المطلوبة على وجه الدقة، وليس مجرد توجه لتغيير رؤوس الوزارات، خال من التفاصيل والاشتراطات، التي يستوجبها التغيير والإصلاح.

إن العراقيين لا يعولون على النوايا الحسنة والتوجهات العامة، فهذه لن تصنع مستقبلا، إن لم تكن معززة بأفعال مدعمة، بخبرة ومناهج عمل واقعية، وهذا ما لا يبدو متوفرا لدى السيد العبادي ورهطه!

كلام قبل السلام: نحن بحاجة لأدمغة تفكر بنا، وبنا فقط..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك