المقالات

ثقافة الفساد

1418 21:18:16 2016-02-26

الثقافة هي اساس الشعوب ، وهي لبنة تكوينية اساسية للتقدم والنهوض ، وتعتبر المقياس الفكري والادبي والاجتماعي للأفراد والمجتمعات ، ولا تقتصر الثقافة على الافكار فقط ، ولكنها تتضمن مفهوم السلوك ايضاً ، وتتميز الثقافة بالعديد من الصفات الانسانية التي يمكن ان تضاف وتضهر على طابع الشخص الواعي والمثقف ، وتفضله وتميزه عن سائر الناس ، وتسهم الثقافة كثيراً في مدى زيادة وعي الافراد والشعوب وتحفيزها نحو النجاح والتميز والابداع ، وهي اداة فعالة جداً لصقل المواهب الفردية وتنميتها ، ولكن ؟

يجب الانتباه على شيء مهم جداً ، عندما تكون الثقافة ثقافة فساد ، بدل ان تكون ثقافة بناء ، وثقافة سرقة قبل ان تكون ثقافة اخلاق ، حيث تكون الاعباء مكلفة جداً اذا ما كانت بهذا الاتجاه 

ان الثقافة اساس التقدم والنهوض الفكري والاخلاقي ، وفي نفس الوقت لها اثارها السلبية اذا ما انقلبت رأساً على عقب ، فتصبح اساساً لتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي ، والحاق الضرر الرئيسي بالعملية السياسية التي تكون محور الانطلاق لبدء مسيرة كل عمل نضامي في اروقة الدولة ، فالثقافة السائدة في المجتمعات اما ان تكون مستثمرة ومحفزة ومحط اهتمام لانطلاق مسيرة نجاح ، او تكون ثقافة هدامة كما يصفها محمد الغزالي في تجربته العملية في الثقافة الاستعمارية ، حيث يصفها بأنها تحرص على انشاء اجيال فارغة لا تنطلق من مبدأ ، ولا تنتهي لغاية ، يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان ، مع قليل أو كثير من المعارف النظرية ، التي لا تعلو بها همة ، ولا ينتصر بها جبين ، وأغلب شعوب العالم الثالث من هذا النوع 

الفساد من اشد الامراض فتكاً ، فهي تأكل الاخضر قبل اليابس ، وقد تكون اشد خطراً من النار التي تحرق بلا وعي وشعور ، كذلك الفساد يستشري ويفتك بدون ادنى وعي او شعور ، او حتى ادنى احساس بالمسؤولية ، ولكن اشعر بالاسف في وقت اصبح الفساد ثقافة مجتمع ، فمن لا يلوحه غبار الفساد يصبح اقل قوة وسلطة ، والعكس صحيح ، حيث اصبحت منابع الفساد هرمية ، تبدأ من الاقوى والاعلى سلطة ، وتهبط للادنى ، وليس بالضرورة ان تكون السلطة اساساً للفساد ، أو ان المسؤولية مرتبطة بالفساد ، فالجشع والطمع عوامل اساسية للفساد والسرقة ، يقول سقراط ان الطمع وحب المزيد من الترف هي العوامل التي تدفع بعض الناس الى التعدي على الجيران واخذ ممتلكاتهم هكذا اصبح بلدي ....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك