يقول الباحث مارسيل بانيول، ان السخرية نشيد الإنتصار، لأنه تعبير عن إستعلاء وقتي، يكتشفه في نفسه فجأة ذلك الشخص الساخر، حينما يتحقق من تفوقه على الشخص المسخور منه، فالسخرية اذاً رد فعل إنفعالي، تخضع لنوع الإنفعال الذي يثيرها، ومحاولة تخفيف الألم، والخروج من الكبت، يعد من اهم الأسباب، الدافعة للسخرية. يبدو ان سوط كلمات جلال الدين الصغير، الذي جلد به رؤس الفساد، لسنوات تعددت، وعمل على تعريتهم أمام الملأ، قد ذهب بعقولهم، وجعلهم يستغلون كل شاردة وواردة، للإطاحة بهذا الخصم العنيد، الذي إعترفوا بأنه حجرا في طريقم، و فضيحة البنى التحية، مازالت حاظرة في الأذهان.
قد تكون السخرية، عاملا في تماسك الجماعة، حينما يتفقون على موقف موحد، تجاه المسخور منه، هذا ماجاء به أهل الإختصاص، من الباحثين، وهو بدوره يذكرنا بالجيش الألكتروني، الذي أنفقت عليه أموال الشعب، من أجل الإطاحة بالخصوم، وبهذه الطريقة القذرة وغيرها، من الطرق اللاأخلاقية.
كما هو معروف ان جلال الدين الصغير، إمام مسجد، ويعي جيدا انه يخاطب، طبقات متنوعة من المجتمع، من حيث الفهم و الإدراك، وعليه ان يراعي أدنى المستويات، في ضرب الأمثلة، وتقريب الأفكار من واقع الناس، لكي تصل المعلومة، بشكل واضح ومفهوم. الشيخ الصغير ومن خلال خطبته، أراد ان يحذر من قادم الأيام، وتوجيه الناس للحفاظ على أموالهم، لمواجهة التقشف، بعد ان وجه الكلام والنقد، للحكومات السابقة، طيلة السنوات الماضية، فكان عليه ان يتوجه الى الشعب، من أجل أخذ الحيطة والحذر، وهذه مسؤوليته كرجل دين.
ان الهجمة التي يواجهها الشيخ الصغير، هذه الأيام، من مجموعة كانت سبب في دمار البلد، حيث أنها كثيرا ما هللت للفاسدين، الى ان جعلتهم حيتاناً، من أجل منافع شخصية رخيصة، هذه المجموعة التي تلعب دورا هاما في التسقيط، من خلف الكواليس، ترجع لذلك الجيش الألكتروني، الذي بني من أموال السحت الحرام. في الختام، لو لم يكن الشيخ جلال الدين الصغير، معتدلا متسامحا، وكان سفاحا وقاتلا، ويمتلك تلك الجهة المسلحة، التي روضت القضاة، من خلال الكاتم في العاصمة بغداد، هل كان يواجه هذه الهجمة، ان لم يكن الصغير يشعر بمعاناة الفقراء، ومن عشاق الترف والسلطة، كما يدعي بعض من تهجم عليه، لماذا يرشح في دهوك وليس في بغداد، التي لايختلف عليها إثنان، أنها مركز ثقله، تساؤلات لانود ان نسمع الإجابة عليها، الا من المنصفين فقط.
https://telegram.me/buratha