المقالات

حكومة التكنوقراط .. والأزمة المالية .. ونستلة الشيخ الصغير ..!

2208 02:08:32 2016-02-24

مع اقتراب الإستحقاق الإنتخابي لمجالس المحافظات، ومرور البلد بأزمة مالية سببها الأساسي "انخفاض سعر النفط" فإن ثمة من يروم العبث بمقدرات البلد ومكتسباته التي حازها الشعب طوال السنين الماضية بأثمان باهضة؛ قدم من أجلها دماء ابناءه وصرخات ثكالاه ودموع أيتامه وعويل أرامله، وكل ذلك بغية بعض المكاسب الحزبية الضيقة!

الأزمة المالية التي يمر بها البلد، سببها الرئيسي كما أشرنا هو "انخفاض سعر النفط" وليس أمراً آخراً، فكل الأسباب الأخرى تبقى أسباباً ثانوية مهما بلغ شأوها حداً من البعد! والحل للأزمة هو بإعادة هيكلة الحكومة "لا حل الحكومة" لأن حل الحكومة يعني انهيار البلد لا سمح الله، فالبلد يمر بظروف حرجة وتحديات خطيرة، وتحاك عليه مؤامرات عديدة من الخارج والداخل على حد سواء.

حكومة التكنوقراط التي دعت اليها المرجعية، وباتت تمثل تطلعات الشعب العراقي، لا تعني بالضرورة تغيير كامل الكابينة الحكومية، ولا تعني كذلك تغيير الوزراء وترك رأس الهرم الوزاري، بل ينبغي ان تكون ثمة لجنة تكنوقراط تعمل على تقييم عمل الوزراء الحاليين، وفق معايير واضحة متفق عليها، فتوصي بإقالة غير الكفوء وغير النزيه وإبقاء الكفوء والنزيه، فالحكومة الحالية غالبيتها من التكنوقراط، والهدف هو الإصلاح لا التغيير العابث.

إذا لم يتم اختيار حكومة التكنوقراط الجديدة وفق معايير صحيحة، ومع الإبقاء على رئيس الوزراء، سوف تأخذ تلك الحكومة حالة من الانسجام مع العبادي، ومع كون العبادي رجل سياسة وينتمي الى حزب الدعوة، فبالتالي ستتشكل حكومة حزب واحد، وسيشهد البلد "مالكي" جديد، "وعادت ريمة الى عادتها القديمة"!

أما الأزمة المالية؛ فإن حكومة التكنوقراط المأمول تشكيلها ستكون جزءاً من الحل، وثمة جزء آخر يُعد أخطر إجراءات الحكومة ضد التقشف، الا وهو تعويم العملة المحلية، برفع الدعم الدولاري عنها، مما يعني ارتفاع سعر الدولار مقابل الدينار العراقي، إذ قد يبلغ 3000 دينار فأكثر!

سبب تعويم الدينار العراقي، ان الواردات النفطية تأتينا بالدولار الأمريكي، وعند تحويل الحكومة الدولار الى الدينار ستتوفر الأموال كي تتمكن من دفع رواتب الموظفين، بيد أنه في الوقت ذاته سترزح تلك الرواتب تحت وطأة تضخمٍ سوقيٍ هائل، إذ من المحتمل وكمثال: أن يبلغ سعر كيلو الطماطة 5000 دينار وكيلو الطحين كذلك، اما " علبة حليب الأطفال" فقد تصل الى 50 ألف دينار، وهكذا النستلة التي تحدث عنها الشيخ الصغير والتي ثمنها اليوم 250 ديناراً، سيبلغ ثمنها 1500 دينار.

هذه هي حكومة التكنوقراط، وهكذا ستكون الأزمة المالية القادمة، وهذا ما حذر منه الشيخ الصغير فسُب ولُعن كما سُب ولُعن من قبله نبي الله يوسف عليه السلام، حيث اوّل السنابل والبقرات فهزئوا منه ثم من بعد عادوا ولجأوا اليه، وذلك هو حال الأناس الرساليين ولا عجب.
قال تعالى: وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك