المقالات

معاق صوب القمّة ...

1534 21:30:02 2016-02-16

تنوع الخلق حكمة ربي وحده يعرفها، والعوق إنما هو نموذج ليعرف المخلوق أن الخالق قادر على أن يفعل ما يريد، ولكن هنالك معوقين كان السبب في عوقهم الإنسان والحوادث أولاً ووزارة الصحة أو المستشفيات أو الدكاترة أو المضمدين يكونون السبب الثاني في عوق هؤلاء .

الإهمال من قبل الحكومة السابقة لازال لحد يومنا هذا ساري المفعول، وأحد أولائك "أحمد" المصاب بشلل الأطفال، جعله يستعمل عكازين يعينونه بعد أن ساعدته التمارين المجهدة، ليكون بصورته الحالية، ولا يتحمل الأثقال لكنه يعمل، ويعين نفسه سيما وأنه يقود عائلة في حياة والديه حتى بعد فقدهم .

شلل الأطفال لم يمنعه من تأهيل نفسهِ، وجعلها مؤثرة في المجتمع، وصعوبات العيش أيام الحصار والعوز لم تقف حائلا بينه وبين صف الرجال، كان في عائلته المستشار لان إحتكاكه مع كل الطبقات وتعاطف الناس معه جعله بالمقدمة، لما يحمل من أخلاق دمثة وتصرفٍ يدلُّ على بلوغهِ قبل أقرانه من سائر الناس، وحبه للرياضة كان أول محاط رحلته مع العوق المؤرق، لانه لا يمكنه العمل بالأعمال الثقيلة مع وجود العزم والارادة لديه، لكن العكازان يحولان دون ذلك، حيث شارك في رياضة لمعوقين مع المشابهين لحالته، وصل لحد أن يكون محط الأنظار بين باقي الفريق، لكن حظه العاثر وقف دون المشاركة مع باقي فريقه، بعذر من المسؤولين انهم دون المستوى المطلوب! وسيتعرضون للخسارة التي تتصدر تقديراتهم الخاطئة، مقارنة مع باقي الفرق التي تمتلك كل المؤهلات، التي ترعاها دول المشاركين البقية في البطولات الدولية، والتهميش الذي طاله مع فريقه أثار في داخله شجون، لأنها أول محطة له في الحياة وفشل فيها، ولم يكن هو السبب بقدر ما أن المسؤولين هم الذين لا يريدون لهم النجاح.

بعد عجزه من التهميش في أي نشاط يعمل به، إتجه الى العمل الفردي، ناسيا كل العمل المضني الذي جرده من كل ما يملك، من تحويشة العمر الذي باعها ليحولها للعمل في سبيل إيصال صوت المعوق، الذي لا يقبض سوى خمسين الف كل شهر تجمع على ثلاث أشهر، التي لا تكفي لطفل بعمر الرضاعة، فكيف به وهو رجل يدير عائلة ؟!.

الإبداع لا تقف الإعاقة دونه، لانه يمتلك الإرادة والتصميم، في سبر كل الأغوار التي يمكنه من خلالها إيصال صوت المعاق، الذي لم تنصفه لا الحكومة الماضية ولا الحكم الديمقراطي، الذي من المفروض أن يكون أكثر حرصاً، كما في سائر الدول حتى الفقيرة منها، واتجه صوب الإعلام الذي تم توجيهه من خلال أحد الاعلاميين، عن كيفية النشر وإيصال الفكرة لتصل الى الدولة صاحبة القرار، وإنصافهم من الظلم الذي وقع عليهم .

الاتجاه صوب فتح صفحة في الفيس للتواصل مع كل المعاقين في الوطن وتقديم النصح والمشورة لهم يشعره بأنه قريب منهم وينال منهم الاعجاب كونهم لم يتصل بهم احد من قبل وتقديم المساعدة من المسؤولين وتشجيعهم له كان حافزا مكملا في السير الى القمة التي كان يرجوا انصافه مع بقية اقرانه والعكّاز المرافق له في السفر الحل جعل العدد يزيد الى خمسمائة معوق في صفحة "صوت المعوق العراقي" كان القمة التي يرجوها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك