المقالات

متى يحاكم لص العصر؟

1718 01:57:26 2016-02-16

بعد أربعون عاما من ظلم الطاغية, أصاب العراقيين اليأس من أي فسحة أمل, بمحاسبة ظالمهم, الذي جلد أيام العراقيين بسياط القسوة, وتحول لفرعون لا ند له, قتل من قتل, وهرب ألاف خارج أسوار الوطن, اتقاء شر (ابن صبيحة), وعمل على تأسيس جيوش عديدة, وأجهزة استخبارات على كفاءة عالية, وتقودها عائلته العفنة, كلها تعمل للحفاظ على عرشه, وإذلال الشعب, لكن الإرادة الإلهية وقفت بالمرصاد, فسقط صدام بيد أسياده الأمريكان, بعضهم يضرب بعض.
بعد حكم الطغاة جاء حكام جدد, ففي زمن الوفرة, تسلق بعض الشخوص, الظروف غير الطبيعية لحكم البلاد.
وصعد احدهم, ليحكم ارض الفقراء, والناس تنتظر أن تعود حقوقهم, بعد أن اقتصت العدالة من جلاد بغداد, وفي أعوام حكمه, ارتفع سعر البترول, لتصل لأرقام قياسية, مما يعني إيرادات غير مسبوقة للعراق, تفوق ما تتحصل عليه عشرات البلدان, ومرت الأعوام مثقلة بهموم كالجبال, بفعل السياسات الخاطئة التي اتبعها, وتبخرت أموال الخزينة, وكانت أموال بأرقام كعدد النجوم, لكن مع الأسف من دون أي منجز للشعب, بل زادت تعاسة الناس. 
أهمل البناء, والحقيقة عمل الرجل بكل جد وجهد, للإفساد كل وزارات الدولة, وتم في زمنه إفساد الجيش, بصفقات تسليح فاسدة, وتم تأمير قادة فاشلين ولصوص, بل الأدهى إن بعضهم من بقايا البعث, وعم الخراب في كل وزارات الدولة, لينتج لنا صورة سوداء لبلد يموت, وانتهت حكاية الرجل مع كرسي الحكم, بالمساهمة في قضم ارض الوطن, انه رجل لا يستحق دينار عراقي.
ألان نتساءل, هل من الممكن إن يحاسب هذا الرجل؟ فالطاغوت صدام وبكل جبروته وقسوته, وبحجم زبانيته وجيوشه, التي تدافع عنه, لكنه في الأخير سقط, وتم الاقتصاص منه, لكن بفارق واحد, وهو تأخر الاقتصاص أربعون سنة, لان الشعب سكت طويلا, فكان أخيراً قرار القدر, فهل يستمر سكوت الناس, وننتظر أربعون سنة أخرى, لتتدخل يد الغيب من جديد, وتقتص ممن أمات أحلام العراقيين.
أن للجماهير اليوم, وعي اكبر من السابق, وستتحرك ضد الخروج عن القانون والدين, وبالطرق القانونية والسلمية, بالإضافة للسند الكبير للشعب, وهو المرجعية الصالحة, التي لن تسكت طويلا, بما عرفناه عنها, فالأكيد أنها والشعب سيسقطون الرجل بالضربة القاضية, وسنمسك ذلك اللص.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك