المقالات

الدعاة، ومفترق الطرق

2181 01:42:45 2016-02-16

أصبح الدعاة اليوم على مفترق طرق، أما أن يعودوا إلى جذورهم، ويبدأوا هيكلة بنيتهم الحزبية على المبادئ الأولى، أو الصعود إلى الهاوية مع المالكي، الذي أسقطهم على أُم رأسهم.

قد نعلم أن للدعاة نظرية خاصة في الإسلام، وتطبيقاً أيضاً، فهم لا يتعاملون مع المرجعية الدينية كما يتعامل معها سائر أبناء الإسلام، وخصوصاً الشيعة، الذين يدعي الدعاة أنهم منهم، فعلى رأي أحدهم: نحن والمرجعية كالعربة والحصان!

لقد كانت بعض خيوط التقارب للدعاة مع المرجعية الرشيدة، ولا سيما بعد سقوط الصنم، وكان الشعب يأمل خيراً في ذلك، لكن المالكي وعند إختطافه القيادة العامة لحزب الدعوة، عَمدَ إلى قطع هذه الخيوط نهائياً، وكانت تلك بدايتهُ لتغيير كبير، داخل سياسة الحزب وقياداته، فقد أمتنعت المرجعية الرشيدة، عن مقابلة أي مسؤول، معارضةً منها لسياسة المالكي الرعناء.
بعدها بدأ المالكي بتجاوز صلاحياته داخل الحزب، بعد أن تجاوزها داخل مجلس الوزراء، بل العملية السياسية برمتها، حيثُ بدا حزب الدعوة يُنسب لشخص المالكي، وليس لفكر حزب سياسي منظم، ومُبتنيات نشئ عليها كأي حزب سياسي آخر، وقد عارضه في ذلك بعض قيادات الحزب، ولكنه لم يأبه بهم، ولم يُعر لهم ولآرائهم أي إهتمام، ولم يبق للحزب أي وزن أو إعتبار.

عَمدَ المالكي إلى جذب كل مشبهوه، ومن لهم سوابق مع النظام السابق، فأنشئ بهم بمعية أقاربه تشكيله(دولة القانون)، وعندما فشل في إدارة الحكم، عاد باللوم على الدعاة، وحملهم نتيجة حماقته السياسية، وكاد يقضي على الحزب نهائياً، حينما تمسك بمنصب رئيس الوزراء، مخالفاً بذلك رأي الشعب والمرجعية الرشيدة، التي بعثت الى الحزب برسالة، تبين فيها رأي المرجعية الثابت في تغيير شخص المالكي، وإختيار شخص آخر.

كاد الدعاة أن ينتهون بنهاية المالكي وسقوطه الحتميين، ولكن تم تدارك الأمر بإختيار العبادي، بديلاً للمالكي، بعد أن إنكشفت أوراق الأخير، بإخباره الدعاة: أن مصيره ومصير الحزب واحد، وأنه لن يتراجع عن موقفه، مستعيناً بجلاوزته، من البعثيين والمرتزقة الفاسدين، الذين ملئوا الإعلام صراخاً وضجيجاً، وتهديداً ووعيداً، والذين زادوا من كره الشعب للدعاة وحزبهم، حيثُ أن المالكي رئيساً للحزب.
بقي شئ...
على الدعاة الإفاقة من السقطة، التي كانت أبان قيادة المالكي للحزب، وعليهم إسقاطه، قبل أن يقضي عليهم نهائياً، وأن يختاروا العبادي، قبل أن يتخلى عنهم، فهو والمالكي على طرفي نقيض، ولا يمكن أن يلتقيا البتة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك