المقالات

كلا للتقسيم نعم للفيدرالية

1283 21:57:00 2007-10-07

( بقلم : صباح محسن كاظم )

بعد اعلان مشروع السناتور جوزيف بايدن بطرحه فكرة تقسيم العراق ، رفضت الحكومة العراقية والبرلمان العراقي والقوى الوطنية وعشرات الكتابات هذا المشروع،تاريخيا طرح هذا المشروع في عام 1953 ونص بتقسيم العراق ثلاث مناطق وتردد في الصحافة الامريكية والصهيونية ،وقد طرح الملك حسين قبل وفاته ب(4)سنوات ،وكان كيسنجر أكثر الدعاة الى التقسيم !!

السؤال المهم هو هل الادارة الامريكية تريد عراق كونفيدرالي أم عراق فيدرالي موحد؟؟ على العراقيين التشبث بالخيار الثاني فتاريخيا العراق فيدرالي في العهد الاسلامي وطيلة خمس قرون من حكم العثمانيين..في التاريخ ظهرت فيدراليات متعددة ،الفيدرالية القومية ولم يكتب لها النجاح والفيدرالية الطائفية وهي منغلقة مرفوضة والثالثة مختلطة من النوعين والرابعة الفيدرالية الادارية وهي الانسب حتى للعراق الجديد، ففي النظام الفيدرالي المواطنون متساوون ،وتمنع ظهور الاستبداد والحكم الشمولي المركزي.

 وبعد موافقة البرلمان العراقي على سن مشروع الاقاليم استبشر الشعب العراقي خيرا بذلك لنجاح التجربة في معظم الدول التي طبقت الفيدرالية,واحقية الشعب العراقي بالابتعاد عن المركزية والشمولية المقيتة التي تنتج الاستبداد السياسي وتكرس وتجذر وتؤصل لثقافة العنف والقتل والتدمير والتهميش والاقصاء دخل مصطلح الفدرالية بقوه الى الواقع العراقي الجديد بعد الحرية واسقاط النظام التوليتاري الفاشستي وزوال سلطة الحزب الاوحدلكن التطبيق الاول في العراق في المنطقة الشماليه وتحديدا عام 1992 بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة وعندما اصبحت المنطقة الشماليه منطقة امنه اقر ممثلي الشعب الكردي في العراق اختيار الفيدرالية واقر مؤتمر المعارضه المنعقد في فيينا في العام نفسه هذا معبرا عن احترام المؤتمر لارادة الشعب الكردي في الفيدرالية....

ومنذ زوال سلطة القتل والابادة اصبح مشروع الفيدراليه متداولا في الاعلام والاوساط السياسية وقد نص قانون ادارة الدولة في المرحله الانتقاليه على ان العراق دولة جمهوريه ديمقراطيه فيدراليه ثم اقرالدستور العراقي الدائم المصوت عليه من قبل الشعب العراقي بذلك. ان فكرة تقاسم السلطات والاشراك بها بين الاقاليم والمركزتمنع الاستبداد السياسي والمركزيه المقيته وهي ضمان لوحدة الارض ووحدة الشعب واثبات بان الكل شركاء في حكم انفسهم بأنفسهم دون تهميش او مصادرة او فرض راي من المركز على الاقاليم ,وقد نجحت الفيدرالية في اكثر من اربعين بلدا في العالم واقرب تجربه ناجحه هي الامارات العربيه المتحده ........والواقع العراقي المقسم بين اثنيات وقوميات وطوائف اصلح طريق لحكمة هو الطريق الديمقراطي الفيدرالي بالطبع هناك بعض التخوف من تدخل الجوار او الرغبة في الانفصال كل هذه الشكوك ليس لها مبرر اطلاقا على عدم الاسراع في تطبيق المشروع الذي نجح الاخوه الكردفي شمال العراق بانجازه. كل التعاريف تصب في رافد واحد هو توزيع السلطات من المركزيه والشموليه الى سلطات الاقاليم مع الاختلافات الجزئيه في تحديد المفاهيم او الفيدرالية الجغرافيه والقومية ,,

يذكر * د- متعب مناف /(الفيدراليه منظور جديد وفاعل مجلة المستقبل 1ص 128) اتحاد يركز فية على ناحيتين الاولى: هناك تشابه بين الداخلين في هذا الاتحاد على الرغم من وجود خصوصيات ( عادات- تقاليد- نزعات- تميز)بعضهم عن البعض الاخر و فالمحافظات وان كانت تختلف عن بعضها في مثل هذه الصفات ( الخصائص) الا انها ترتبط بكيان موحد في ادارة الشأن ِالعام اذن هناك قرار يقود القرارات الاخر في الوقت الذي تكون فية قرارات (خاصه)ترتبط بالشان( الخاص) فهناك مجلس تشريعي او برلمان قومي في الوقت الذي تنزل فيه الحكومه( المركزية)لموظفين رسمين محليين عن سلطات في الحكم والاداره وهناك فيدراليات قائمة في العالم ,كندا, المكسيك ,الولايات المتحدة,اسبانيا, سويسرا, المانيا, النمسا, استراليا, الهند , ماليزيا, نجيريا,تنزانيا ,دولة الامارات المتحده. ونظرة موضوعيه للنظم السياسيه والاقتصاديه لتك الدول. الاحظ الاستقرار السياسي والنشاط التنموي التي تشهده تلك الدول ,فالفيدرالية تضمن حقوق القوميات والاقليات والاديان والمكونات العرقيه فتجارب الشعوب الحرة تعكس مصداق هذا القول مثلا في الولايات المتحده , فان هناك انتخابات موازيه لرئيس الجمهوريه ( مركزيةالقرار)وانتخابات موازيه لحكام وموظفي الاقاليم التي تجري بالتوازي ,وبذلك تتوزع القرارت بين المركزيه وبين مثل هذه الاقاليم لكي يكون لمكونات الشعب رأيها فيما يتخذ من قرارات توكل الشعب دون الحكومه ( المركزيه) مع ضمانات اساسيه للحريات في الدستور ونموذج قريب مجاور هي الامارات العربية المتحده انضمت هذه المشيخات في تكوين فيدراليه اتحاديه في عام 1971وبعد انسحاب بريطانيا من الخليج وترجع الاسباب في نجاح هذه الفيدراليه الى انها انفتحت امام التجارة والاستثمارات والتأثيرات الخارجيه أي انها تمثلت الاخر اماراتيا (داخليا) الفيدراليه والتجربه في العراق العراق كان مقسما عثمانيا الى ثلاث ولايات هي (الموصل- بغداد –البصره)وهذه الامارات أنشئت بموجب مراسيم سلطانيه اصدرتها الفيدراليه صيغةو اطروحه نادى بها اكرادالعراق ومعارضواالخارج للنظام الشمولي الفاشي . هل الفيدراليه دعوه للانفصال: الفيدراليه تبني مؤسسات لكل من السلطه المركزيه والمحليه حيث يتم حماية حقوق مختلف مكونات الاطياف الاجتماعيه وهويتها (مجموعات ومواقع جغرافيه)وذلك اطار وطني , قومي موحد . اما الباحث ياسر خالد بركات*(نفس المصدر) ان الدول والشعوب تختلف من حيث اختلاف عناصر القوه والضعف تبعا للبيئه المحيطه بها .كما ان مثل هذا الاختلاف ينعكس بشكل ادق على المستوى الفكري _ الاجتماعي الذي يميز هذه الشعوب عن غيرها_ فالاختلاف سمه مجتمعيه لايمكن تجاهلها او انهاء وجودها بأي وسيله او ذريعه سواء قوميه او وطنية او ايديولوجيه بل حتى دينيه . فالتعدد العرقي والديني واللغوي أمر مسلم به في كل مجتمع لكن الفرق بين هذا المجتمع وذاك هو قدرة مؤسساته على تحقيق الانصهار والتعايش بين مختلف تلك الاختلافات ....وهنا تقع على الدوله مسؤولية تحقيق هذا الانصهار والتعايش السلمي والتعاطي الايجابي معه على وفق الرؤيه الوطنيه التي تلبي حاجات المواطنيين كافه وتشبع حاجاتهم وتضمن لهم حقوقهم الدستوريه والتمثيل النسبي في المجالس التشريعيه وحق المشاركه السياسيه في صنع واتخاذ القرارات وكذلك الحال مع العراق الذي يشهد ولاده دوله جديده ذات مؤسسات جديده ودستورجديد ينتظر منه ان يرضي جميع الاطراف السياسيه. تعتمد الهوية العراقيه بناء الذات تنمية وتفعيل مبدأ المواطنه.........

الفيدراليه نص عليها قانون ادارة الدوله العراقيه للمرحله الانتقاليه الذي صدرفي 8-3-2004 في الماده الرابعه منه نظام الحكم في العراق جمهوري اتحادي فيدرالي , يجري فيه تقاسم السلطات بالاشتراك بين الحكومه المركزيه وحكومةاقليم كردستان والمحافظات والبلديات ويقوم النظام الفيدرالي الحكومي على اساس مبادىءالجغرافيه والحكم الصالح والفصل بين السلطات وليس على اساس العرق والقوميه والمذهب. فالعراق بلديحمل خصوصيه وطنيه يتفاعل معها تعدد اللهجات واللغات والعقائد والقيم والاعراف والتقاليد ضمن وطن واحد,وهذه الخصوصيه تحتاج الى تجربه ديمقراطيه تؤسس لدولة الانسان والقانون دولة المساواة والتكافؤ والمواطنه الصالحه ومن ثم الحكم الصالح سمة الفيدراليه اللامركزيه الادارية والسياسيه النجاح والكفاءه في التطبيق من خلال تهيئة قواعد شعبيه واسعه للمشاركه في الحكم ,,فالشراكه الحقيقيه الشعبيه تحفز على الابداع والاخلاص للاقاليم ومن ثم المردود الايجابي للبلاد والعباد,وهناك في الساحه العراقيه ثلاثة طروحات للفيدرالية الاولى (احاديه) والثانيه (تسع) والثالثه (ثلاث) وفي الطرحين الاولين هناك سلبيات فمن خلال فترة مابعد التحرير اثبت فشل مجالس المحافظات في ادارة شؤون المدن وتفشي الفساد المالي اما في الثانيه فهناك رغم انه يمثل قوة مهمة جدا لكن تخوف بعض الاطراف في الداخل والجوار، اما الطرح الثالث الامثل لمعاناة الجنوب والاقاليم الاخرى يحل بطريق فيدرالية الثلاث مدن في ان السعي لتحقيق الفيدراليه اصبح مشروعا وطنيا ومن ثم الى الاندماج مستقبلا لتكوين اقليم عربي واقليم كردي...و للبدء بمرحلة الاعمار والبناء التي طال انتظارها بعد تردي الواقع الامني والخدمي وارهاصات الحياة الصعبه التي يعاني منها الشعب العراقي فاسراع مجلس النواب بسن القوانين واعلان الاقاليم والطلب من العالم الحر الوفاء بالتزاماتها الاخلاقيه والسياسيه بحرية الشعب العراقي وانجاح المشروع الديمقراطي الذي قدم الشعب العراقي اثمن الدماء فداء لحريته،،

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك