المقالات

مكنسة المرجعية..! / قاسم العجرش

1593 15:13:57 2016-02-11

قاسم العجرش

ثمة من يرى أن لا إشارات سياسية قد أطلقت، عندما حمل ممثل المرجعية الدينية العليا، الشيخ مهدي الكربلائي المكنسة في كربلاء، بعدما اعلنت عزمها على التوقف،عن التعاطي بالشأن السياسي، إلا عند الضرورة، ووقوع ما يستلزم أن تتحدث بشأنه! 

يقول هؤلاء، أن قضية المكنسة المرجعية، لا تعدو أن تكون قضية تربوية، نتيجتها أن نتعلم كيف ننهض بإعباء الخدمات، إذا ما قصرت الحكومات المحلية، أو شحت الأموال بيدها، أو إذا كان الحال ينطوي على الإحتمالين معا، كما هو الحال في كربلاء المقدسة.

الواقع أن هذه الرؤية؛ ترسل بدورها إشارات غبية، تحاول تفسير عمل سياسي كبير، بتفسيرات لا تنطبق عليه إلا في حدود ضيقة..

مكنسة المرجعية الدينية العليا؛ التي حملها ممثلها الشيخ الكربلائي بمنزلته الرفيعة، تمثل الرمز الذي ستستخدمه المرجعية في قادم الأيام، لمعالجة مخلفات الأخطاء، التي أرتكبتها الإدارات الحكومية، والأجهزة التمثيلية، فضلا عن الفوى السياسية..

المكنسة كاداة للإصلاح، يمكن أن تكون أمضى سلاح، في عملية الإصلاح التي لا مناص من أن نسلكها جميعا، شعبا وسلطات، حكومة وبرلمان ، حكومات محلية، وهي نافعة جدا؛ لأن العراقيين أعيتهم  سوء الممارسة، وأكلت من حاضرهم كثيرا ودمرت مستقبلهم..

التجربة المنصرمة منذ 2003 ولغاية اليوم، أوصلت العراقيين الى وضع لا يعولون فيه، على التصديق بأن مجرد النوايا الحسنة، والتوجهات العامة، يمكنها أن تقود للمنشود من إصلاحات شاملة، لأن النوايا وحدها لا تصنع المستقبل، فهي بحاجة أولا، الى إرادة قوية مؤمنة بأنها تستطيع التغيير، وثانيا أن تحول هذه الإرادة الى فعل عملي ملموس..

إن أطروحة الإصلاح، أمست ضرورة قصوى، ومن المهم جدا؛ أن تتم مراجعة العملية السياسية ومخرجاتها، ومراجعة الأداء الحكومي، والذهاب الى جراحات صعبة، تقتضيها حالتنا المرضية.. لكن حديث الإصلاح الراهن، يبقى في إطار غائم الملامح غامض التكوين، لأن ملامح الإصلاح، والتغيير المطلوب لدى الساسة عموما، والذين في المقدمة منهم خصوصا، مجرد توجه تعميمي؛ خال من التفاصيل والاشتراطات اللازمة، التي يستوجبها التغيير والإصلاح.

معظم أطاريح الإصلاح التي يتحدث بها الساسة، تمثل نماذجا عملية لخداع النفس، الذي وقع فيه المنخرطين بالحقل السياسي، فهم يخدعون أنفسهم؛ إن ظنوا أن التغيير والإصلاح، هو لعبة تنازلات، أو في أرضاء هذا الطرف أوذاك، بمواقع تنفيذية تشغلها قاذورات العملية السياسية.

كلام قبل السلام: هذه القاذورات، هي المعنية بمكنسة المرجعية..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك