المقالات

التطرف مرض أنجبته الدكتاتوريات

1224 16:01:00 2007-10-07

( بقلم : علي الزبيدي )

من أخطر ممارسات النهج الصدامي البعثي في التعامل مع المجتمع العراقي خلال فترة تربعه على دفة الحكم ، هو العمل الجاد والممنهج على تهديم الوعي واستلاب ابسط الاسس العقلائية في التفكير والتعاطي مع الآخرين ، من خلال إعمال مؤسساته البعثية والقمعية كل المعاول والطرق لقتل أي وسيلة يمكن للفرد العراقي ان يستقي منها العلم أو الثقافة أو الوعي الديني الصحيح .

فدخول المساجد مؤشر على العمل لاسقاط السلطة ، وتداول الكتب دليل على الانخراط في العمل السياسي ، والنقاش حول الاوضاع السياسية أو الثقافية سيؤدي لذبحك حتما بقلم أحمر مصلت لخطف الرقاب.والحق ان صدام وجلاوزة القمع افلحوا في ان يحقنوا المجتمع بخواء سيلقي بآثاره عقودا قادمة ، وما نراه اليوم من تفشٍّ لمظاهر الجهل والنعيق والنقيق والتصفيق والهرولة خلف كل من يرفع راية تضليل وغواية ، وتداول كل فكرة تحمل تناقضاتها ودليل زيفها في داخلها ، والعيش على الشائعات والأباطيل ، هذه كلها أدلة على ما ندعي ، وهو ما يشاطرنا القناعة به الكثيرين .

وأخطر الأمراض التي تفشت وتمخضت عن تلاقح الافكار الصدامية في مجتمعنا هو التطرف ، متماشيا مع انتشاره في اوساط كثيرة من المجتمعات العربية والاسلامية ، تلك التي تتفق معنا في هيمنة الدكتاتوريات والتيارات السلفية المتعصبة عليها.

فبين الحكومات الدكتاتورية الشمولية والدكتاتوريات المحلية يقع الانسان في شراك متاهات الافكار المزيفة التي تبث اليه ، ويبدأ الخطر عندما تأخذ شرائح واسعة من المجتمع ببناء قناعاتها على زيف هذه الافكار الموجهة الفاقدة للعصمة .. فبالاعتقاد بعصمتها في احيان كثيرة يتشكل وعي جديد مشوه ـ إن لم يتم كبحه ـ سيصبح أخطر بكثير من تلك الافكار الموجهة ، لانه سيتحول إلى كائن يمكنه التفاعل على ارض الواقع وانتاج اشكال اخرى من الوعي اكثر تشويها وخطورة.

وفي واقعنا العراقي يجب على جميع الجهات المعنية بالثقافة والوعي الصحيح ان تبذل غاية ما في وسعها لتخليص المجتمع وتنقيته من ادران وفايروسات التخلف الدكتاتوري الصدامي بكل اشكاله ، وان تجتهد بانتهاز كل الفرص المتاحة لمعالجة الافكار الخطرة والمنحرفة التي ان تركت سيقع وبالها على الجميع ، وبالخصوص هذه الافكار التطرفية والتعصبية التي نشهد انتشارها ، على حساب التسامح وقبول الاخر ، والاعتقاد بأن (رأيي صحيح يحتمل الخطأ ، ورأيك خطأ يحتمل الصحة).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك